يعتبر الليطاني، الهدف المعلن للعملية الاسرائيلية لابعاد مقاومي حزب الله من حدود فلسطينالمحتلة الشمالية، نهرا استراتيجيا، کان ايضا الهدف من غزو كيان الاحتلال لجنوب لبنان قبل 28 عاما.وينبع النهر الممتد على طول نحو مائة کلم في سهل البقاع قرب بعلبك ويجري جنوبا بموازاة الحدود مع سوريا قبل ان ينعطف غربا ليصب في البحر الابيض المتوسط شمال مدينة صور, وعند هذا المنعطف, يمتد الليطاني على طول الحدود مع شمال فلسطينالمحتلة ويبعد عنها مسافة تتراوح ما بين خمسة کيلومترات وثلاثين کيلومترا وفقا للمناطق. وکان ثلاثين ألف جندي اسرائيلي تساندهم المدفعية والمقاتلات يتقدمون السبت باتجاه الليطاني بهدف شل قدرات حزب الله في اطلاق الصواريخ على شمال فلسطينالمحتلة دون ان يبلغوا مبتغاهم.ويشکل الليطاني بالفعل خطا استراتيجا بالنسبة الى الجيش الاسرائيلي الذي کان وصل حتى هذا النهر خلال اول عملية غزو للبنان في 14 اذار/مارس 1978 خلال الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) غداة عملية نفذها تنظيم فلسطيني في شمال فلسطينالمحتلة. وکانت عملية الليطاني ترمي الى ابعاد المنظمات الفلسطينية المنتشرة في جنوب لبنان عن المنطقة الحدودية.وکان القراران رقم 425 و426 الصادران عن مجلس الامن الدولي طالبا بانسحاب القوات الاسرائيلية وانشاء قوة الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان والتابعة للامم المتحدة.وقامت القوات الاسرائيلية بغزو لبنان مرة ثانية، ووصلت حتى بيروت في 1982 وارغمت الزعيم الفلسطيني ياسرعرفات على مغادرة العاصمة اللبنانية بيروت. الا ان المقاومين اللبنانيين شنوا حرب (عصابات ) ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي.وکان جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي انسحب في 1985 الى ما كان يسمى بالحزام الامني من 850 کيلومترا مربعا أرغم على الانسحاب بشکل تام من جنوب لبنان في العام 2000.ومذ ذاك بقي حزب الله منتشرا في جنوب الليطاني مع سلاحه لمواصلة المقاومة من اجل تحرير منطقة مزارع شبعا اللبنانية التي لايزال يحتلها الكيان الاسرائيلي.