يعقد المغرب وإسبانيا، اليوم الثلاثاء، اجتماعا حاسما للجنة الثنائية المكلفة بالنشاط الحدودي لبوابتي سبتة ومليلية، والذي سيُخصص لمناقشة موضوع الجمارك التجارية، وذلك بعد أيام فقط من استبعاد المدير العام لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، نبيل الأخضر، المرور إلى هذه المرحلة، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إلى التعويل على هذا الاجتماع لعله يفرز جوابا مُطمئنا يحمله معه إلى البرلمان الذي سيُسائله حول العلاقات مع المغرب بعدها ب24 ساعة. وأكدت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" أن اجتماع اليوم الثلاثاء سيُخصص لمناقشة العودة التدريجية للنشاط الكامل للحدود البرية، بما في ذلك إحداث مكتب جديد للجمارك التجارية في سبتة وإعادة النشاط إلى المكتب المُغلق في مليلية، وهو الاجتماع الذي سيكون في مدريد وتعتبر الحكومة الإسبانية أنه مُكمل لتنفيذ الاتفاق الثنائي المعلن عنه في أبريل الماضي إثر لقاء سانشيز بالملك محمد السادس بالرباط، والذي تحدث عن عودة الحركة العادية على المستوى البري. وأصبح الإسبان يلحون بشكل أكبر على ضرورة إيجاد حل لقضية الجمارك التجارية وسط الضغط المستمرة من حكومتي سبتة ومليلية الناجم عن رفض المغرب دخول أي بضائع عبر المعابر الحدودية، وما زاد الأمر تعقيدا هي تصريحات المدير العام للجمارك لمجلة "تيل كيل" المغربية في نسختها الفرنسية، حين أوضح حوار نُشر الخميس الماضي إن الظروف الجغرافية للمنطقة لا تسمح ببناء منشآت جمركية، مضيفا أن هذا الموضوع لم يكن محل اهتماما بالنسبة للمغرب. ووضع هذا الأمر حكومة سانشيز في مأزق، إذ اعتُبر ضربة قاضية لجهود عودة نشاط الجمارك التجارية الذي يعول عليه بشكل كبير النشاط الاقتصادي لسبتة ومليلية، وذلك قبل مثور رئيس الوزراء أمام مجلس النواب بطلب من فريق الحزب الشعبي الذي يقود المعارضة، والذي استدعاه لبسط تفاصيل الاتفاق الجديد مع المغرب ومدى استفادة إسبانيا منه في ظل اعتراف مدريد بالمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، و"المغامرة" بالعلاقات مع الجزائر، إحدى مصادر الغاز الرئيسية بالنسبة للإسبان. وأمس الاثنين، مهدت وزيرة السياسة الإقليمية المتحدثة الرسمية باسم الحكومة، لوصول سانشيز إلى البرلمان، والذي يُتوقع منه أن يكون مُحملا بإجابات صريحة، بإعلانها أن الاجتماع الذي ستعقده سلطات الرباطومدريد سيُناقش موضوع المعابر الحدودية البرية، مبرزة أنه يجري حاليا العمل على صياغة قرارات مهمة تشمل الفتح الكامل للحدود مع سبتة ومليلية بما في ذلك نشاط نقل البضائع.