حذّر تقرير سري داخل الحلف العسكري للشمال الأطلسي، "الناتو"، من الاعتماد على الغاز المستورد من الجزائر، كبديل موثوق للغاز الروسي، على اعتبار أن الجزائر بدورها مثل روسيا تستخدم الغاز كوسيلة للضغط السياسي، وفق ما كشفت عنه مجلة "بيزنيز إنسايدر" العالمية في نسختها الألمانية. وقالت المجلة نقلا عما وصفته بالتقرير السري ل"الناتو" الخاص بتقييم إمكانية الاعتماد على الغاز الجزائري، الذي أُنجز في الأسابيع القليلة الماضية، أن التقييم أظهر أن الاعتماد على الغاز المستورد من الجزائر، يشكل "تهديدا أمنيا لأوروبا"، بسبب الخلفيات المرتبطة باستعمال الجزائر الغاز كوسيلة للضغط السياسي. وفي هذا السياق، أضاف نفس المصدر، أن الجزائر هددت مؤخرا إسبانيا بقطع الغاز عنها، في حالة إذا أقدمت الأخيرة بإعادة تصدير الغاز الجزائري إلى المغرب، في ظل العلاقة المتوترة بين الرباطوالجزائر والقطيعة الموجودة بين البلدين. كما أشار تقرير "الناتو" أيضا وفق بيزنيز إنسايدر- إلى إقدام الجزائر على إيقاف استخدام أنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي" الذي كان ينقل الغاز إلى المغرب وإسبانيا بشكل مباشر، في نونبر الماضي، وهي كلها مؤشرات تدل على أن الجزائر تستعمل الغاز كوسيلة للضغط في علاقاتها السياسية الخارجية. وبناء على هذه المؤشرات، تقول المجلة العالمية، إن تقرير "الناتو" وصف الغاز الجزائري، خلال تقييمه لمدى موثوقية الاعتماد عليه، بأنه يُشكل تهديدا أمنيا لأوروبا التي تعتمد على الطاقة بشكل كبير، وتُعتبر الجزائر ثالث مزود للقارة الأوروبية بالغاز. ويتضح من خلال التقرير، أن القرارات التي أصدرتها الجزائر بين العام الماضي وهذا العام، بخصوص الغاز، قد خلفت صورة سلبية على سمعتها، خاصة بعد قرارها إيقاف العمل بأنبوب الغاز" المغاربي الأوروبي، وتهديدها الأخير بقطع الغاز عن مدريد في حالة إذا قامت إسبانيا بإعادة تصديره إلى المغرب. وليس هذا التقرير هو الأول من نوعه الذي حذّر من الاعتماد على الجزائر كمزود موثوق فيه في مجال الغاز، بل سبق أن تحدث تقارير إعلامية أوروبية، وبالخصوص إسبانية، على هذه المسألة، واعتبرت أن الجزائر تستخدم ورقة الغاز لممارسة الضغوط على مدريد في بعض القضايا، مثل قضية الصحراء المغربية. وكانت هذه الضغوطات من العوامل التي دفعت مدريد للبحث عن مزودين جدد وتقليص الاعتماد على الجزائر، مثل الرفع من وارداتها من الغاز الأمريكي الذي أصبح هو الأول في نسبة الواردات متفوقا على الورادات الجزائرية، إضافة إلى البحث عن اتفاقيات جديدة للتزود بالغاز مع دول أخرى، مثل قطر.