نشرت الأذرع الإعلامية لجبهة "البوليساريو"، صورا لزعيمها، ابراهيم غالي، وقالت إنه قام أمس الأربعاء بزيارات تفقدية إلى عدد من الوحدات المقاتلة التابعة للجبهة في الصحراء، حيث طالبهم بمواصلة "الجهود العسكرية" إلى حين "تحرير الوطن" حسب تعبيره. ووفق العديد من المتتبعين للأحداث في الصحراء، فإن هذه أولى الصور التي تُنشر ل"ابن بطوش" وهو برفقة العديد من ميليشيات الجبهة الانفصالية بزي عسكري ويحمل على كتفه بندقية بعد شهور طويلة، في خطوة تهدف إلى رفع معنويات عناصر ميليشيات "البوليساريو". ودفع هذا التحرك لطرح العديد من التساؤلات عن خلفيات هذه الزيارة التي تم توثيقها بالصور ونشرها على مختلف المنابر الإعلامية الموالية لجبهة "البوليساريو"، وهي خطوة غالبا تأتي في العُرف العسكري لرفع معنويات الجنود، بعد استشعار نوع من الإحباط يسري في صفوفهم جراء قوة الخصم وقدراته المتفوقة. ولا يُعتبر هذا الكلام، وفق ذات المتتبعين، غريبا عن حال جنود "البوليساريو" أمام القوات المغربية، حيث تلقت ميليشيات "البوليساريو" في الشهور الأخيرة هزائم عديدة أمام الضربات الجوية التي تنفذها القوات المغربية بطائرات "درون" التي تحولت إلى أحد أسوأ كوابيسهم، حسب اعتراف أحد قادة "البوليساريو" لصحيفة "البوبليكو" الإسبانية العام الماضي. ووفق ذات القائد، الذي أصيب في إحدى غارات "الدرون" المغربية، فإنه اعترف أن الحرب مع المغرب لم تعد مثلما كان الحال في الحروب السابقة، مشيرا إلى أن المغرب يمتلك الآن طائرات "الدرون" التي أصبحت أسوأ الكوابيس التي يُعاني منها عناصر الجبهة الإنفصالية، حيث تفاجئهم على حين غرة في الصحراء بعد تنفيذ أي هجوم. كما أن "الدرون" المغربية سبق أن أنهت حياة أحد قادة "البوليساريو" والذي كان يشغل منصب "الدرك الصحراوي" حيث استهدفه قصف جوي من طرف "الدرون"، وقد لقي آخرون حتفهم بنفس الطريقة، مما أثر بشكل كبير على معنويات الجبهة الانفصالية. كما أن المغرب تمكن من إبعاد عناصر "البوليساريو" من معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا، في اواخر سنة 2020، ومنذ ذلك الحين لم يستطع ميليشيات الجبهة من الاقتراب من هذا المعبر، وهو ما يُعتبر هزيمة مدوية لها تأثيراتها السلبية على معنويات عناصر "البوليساريو". ويرى متتبعون، أن هذا التحرك الذي يقوم به "ابن بطوش" ما هو إلا تحرك جديد يهدف إلى التغرير بالعديد من الأشخاص الذين كبروا على "البروباغندا" التي تروج لها "البوليساريو" للإلقاء بأنفسهم إلى التهلكة، في حين يتواجد إبراهيم غالي داخل التراب الجزائري محميا بالحدود الجزائرية. ويرى هؤلاء أن المقترح الذي يقدمه المغرب لإنهاء النزاع في الصحراء، والذي يتمثل في الحكم الذاتي، هو أحد الحلول الأكثر واقعية ومصداقية لإيقاف إراقة الدماء وحفظ حياة الآلاف من الأشخاص الذين قُدروا لهم أن يتواجدوا محتجزين داخل مخيمات تندوف في الجزائر.