كشفت مصادر مقربة من جبهة "البوليساريو" الانفصالية، عن مقتل إثنين على الأقل من عناصر ميليشيات الجبهة، على إثر قصف قامت به "درون" عسكرية مغربية على مقربة من الجدار الأمني الذي بانته قوات الجيش المغربي في منطقة الصحراء. وذكرت تقارير إعلامية، أن عملية القصف تمت في منطقة تُدعى أم دريكة، بعدما قامت عناصر "البوليساريو" بالاقتراب من الجدار الأمني لتنفيذ عملية عسكرية ضد القوات المغربية، مما أسفر عن مصرع إثنين من عناصر ميليشيات الجبهة، مضيفة بأن القتيلين ينتميان إلى ما يسمى بالمنطقة العسكرية الثالثة ل"البوليساريو". ونقلت مصادر إعلامية عن عناصر من الجبهة الانفصالية، أن القوات المغربية نقذت طلعات جوية مكثفة بطائرات "الدرون" المسيرة عن بعد، وذلك يومي الجمعة والسبت الماضيين، وقد أدت هذه الطلعات إلى تنفيذ العديد من الأقصاف، ورجحت أن تكون هناك خسائر مادية وبشرية أخرى. وتُعتبر هذه الأنباء هي الثانية من نوعها تصدر عن الجبهة الانفصالية هذه السنة، بعدما كشفت عدد من المنابر الإعلامية تابعة لجبهة "البوليساريو"، في يناير الماضي أن القوات المغربية قامت بطلعات جوية أدت إلى قصف عدة أماكن في المنطقة العازلة، وأسفرت عن مصرع أشخاص واستهداف منشآت عسكرية تابعة للجبهة. وحسب معطيات ومعلومات كانت قد جمعتها "الصحيفة" من عدة مصادر تنتمي ل"البوليساريو"، فإن القوات المغربية استخدمت طائرة بدون طيار "درون" في ذلك القصف، في حين أشارت أخرى إلى استخدام مقاتلة F-16، مما أسفر عن مقتل أشخاص واستهداف منشآت عسكرية في منطقة "مهيريز". وادعت الجبهة الانفصالية أنذاك، أن القصف استهدف مواطنين عزل كانوا في اتجاههم إلى مخيم ازويرات في موريتانيا، إلا أن هذا الادعاء لم يعد يلق أي مصداقية من طرف العديد من المتتبعين للصراع في الصحراء، خاصة أن المنطقة العازلة تعرف الآن مناوشات عسكرية وصار ممنوعا على المدنيين الاقتراب من تلك المنطقة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن عدد من قادة "البوليساريو" أعربوا في وقت سابق عن معاناتهم مع الطلعات الجوية التي تنفذها مسيرات "الدرون" المغربية، حيث أصبحت كابوسا مرعبا لميليشيات الجبهة، بالنظر إلى سرعتها ودقة أقصافها. وكان العلم باستخدام القوات المغربية للمسيرات عن بعد قد ظهر أول مرة في الإعلام في أبريل من العام الماضي، عندما قُتل قائد كبير في الدرك التابع للجبهة الانفصالية، خلال عملية ضد القوات المغربية، حيث استخدم المغرب طائرة "درون" قصفت القائد المدعو "الداه البندير" وأودت بحياته.