يُصر السياسيون اليمينيون الإسبان على ألا يمر يوم إعادة افتتاح المعابر الحدودية البرية المُتفق عليه مؤخرا بين الحكومتين المغربية والإسبانية، دون أن يكون لهم حضور فيه لكونه يتزامن مع ذكرى أزمة وصول الآلاف من المهاجرين غير النظاميين التي عانت منها سبتة العام الماضي إثر الصدام الدبلوماسي بين الرباط ومدريد، إذ بعد أن هاجم حزب "فوكس" هذا القرار باعتباره استفزازا لإسبانيا، قرر رئيس الحزب الشعبي السفر إلى المدينة لتأكيد "إسبانيتها". وأعلن الحزب الذي يقود المعارضة في البرلمان الإسباني، والطامح للعودة إلى قيادة الحكومة في الانتخابات العامة لسنة 2023، أن رئيسه ألبيرتو نونيز فيغو، سيقوم بزيارة إلى سبتة يوم غد الثلاثاء 17 ماي، وهو التاريخ المتزامن مع سريان قرار إعادة فتح المعبر الحدودي، وأيضا مع الذكرى الأولى لأكبر أزمة للهجرة غير النظامية في تاريخ المدينة، والتي شهدت دخول 12 ألف شخص في ظرف يومين، حيث سيلتقي برئيس الحكومة المحلية خوان فيفاس المنتمي لحزبه. وأبرز الحزب أن فيغو سيلتقي بممثلي السلطات المحلية وقادة القوات الأمنية، إلى جانب الهيئات الاقتصادية ورجال الأعمال، بهدف التأكيد على "الالتزام المطلق للحزب الشعبي مع سبتة ومليلية باعتبارهما مساحتين للتعايش بين الثقافات، وللتأكيد على انتمائهما لإسبانيا الذي لا يمكن التشكيك فيه"، كما سيقف مباشرة على عمل عناصر الشرطة والحرس المدني وسيُطالب "بتزويدهم على وجه السرعة بالوسائل المادية والتعزيزات البشرية حتى يتمكنوا من الاستمرار في عملهم بشكل نموذجي وفي أمان تام". ويأتي ذلك بعد تحرك سابق قام به حزب "فوكس" المنتمي لأقصى اليمين، عن طريق رئيسه خوان سيرخيو ريدوندو، الذي اتهم الرباط بالإساءة لإسبانيا نتيجة اختيار يوم 17 ماي موعدا لمُعاودة فتح المعابر الحدودية البرية، معبرا أنه اختيار يذكر ب"الاجتياح المغربي للمدينة"، في إشارة إلى أزمة اقتحامها من طرف المهاجرين، داعيا إلى تعزيز حضور عناصر الأمن لتفادي تكرار ذلك مستقبلا وإلى مواجهة ما أسماها "الممارسات الابتزازية للمغرب". وتعيش البوابتان الحوديتان "بني أنصار" ما بين مليلية والناظور و"باب سبتة" ما بين سبتة والفنيدق، آخر الاستعدادات لمعاودة نشاطهما عند منتصف ليلة الاثنين الثلاثاء بعد إغلاق طويل استمر منذ 13 مارس 2020، فرضته جائحة كورونا وأطالت أمده الأزمة الدبلوماسية التي كانت تعيشها العلاقات بين البلدين، وسيكون المجال مفتوحا للعبور أمام المواطنين الإسبان والأوروبيين والمغاربة من أصحاب الإقامة أو حاملي تأشيرة "شينغن"، على أن يعود نشاط تنقل العمال في نهاية الشهر الجاري.