قال وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أمس الإثنين في معرض رده على سؤال صحفي حول طبيعة تقدم العلاقات مع المملكة المغربية، أنه "راض" على التقدم المُحرز بين البلدين، منذ اللقاء الذي جرى بين رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز والملك المغربي محمد السادس، في العاصمة الرباط. وأضاف الوزير الإسباني، وفق أوروبا بريس، أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تتقدم "بدون توقف لكن أيضا بدون استعجال"، في إشارة إلى أن البلدين ينفذان بنود المرحلة الجديدة من العلاقات بطريقة متأنية، لكنها مستمرة دون أي توقف من أحد الأطراف. وعدّد ألباريس المكاسب التي أحرزتها إسبانيا والمغرب منذ عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها السابقة بعد "أزمة غالي"، مثل عودة الاتفاق على العمل لحل مشاكل الهجرة، وإعادة الروابط البحرية، إضافة إلى العمل إلى الشروع في الإعداد لعملية مرحبا 2022، والاستعداد لبدء دراسة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. ويأتي تصريح خوسي مانويل ألباريس قبل يوم فقط من اللقاء المرتقب له مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في إطار لقاء التحالف الدولي لمحاربة داعش الذي يعتزم المغرب احتضانه في مدينة مراكش غدا الأربعاء، بحضور وزراء خارجية عدد من البلدان من بينها إسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا. وتحدثت الصحافة الإسبانية، أن هذا اللقاء المرتقب بين الوزيرين من المتوقع أن يفتح النقاش حول قضية التجسس ببرنامج "بيغاسوس" التي توجه فيه بعض الصحف الإسبانية الاتهام إلى الرباط بالوقوف وراء اختراق هاتفي رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، ووزير الدفاع مارغيريتا روبليس. وكانت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الإسبانية، قد أعلنت الإثنين الماضي، أن هاتفي سانشيز ووربليس تعرضا للتجسس ببرنامج "بيغاسوس" من طرف جهة خارجية لم يتم تحديدها بعد، وأن هذا التجسس حدث بين شهري ماي ويونيو من سنة 2021. وتزامن توقيت التجسس مع ذروة الأزمة الديبلوماسية التي كانت قائمة بين المغرب وإسبانيا بسبب استقبال الأخيرة لزعيم الجبهة الانفصالية "البوليساريو" المدعو ابراهيم غالي، وهو ما أثار حفيظة المغرب ودفعه إلى إعلان قطع العلاقات مع مدريد، وقد ظلت الأزمة مستمرة عدة شهور. وتم طي صفحة الخلاف بين البلدين، بعد إعلان مدريد تغيير موقفها من قضية الصحراء عن طريق مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع في المنطقة، وهو الأمر الذي رحبت به المملكة المغربية وتم الإعلان عن بدء صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.