لن تكون زيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، إلى مراكش للمشاركة في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" المقرر يوم 11 ماي المقبل بمراكش، هي الثانية له كما كان متوقعا، فزعيم الدبلوماسية الإسبانية سيحل بالمغرب بداية الشهر نفسه للقاء نظيره المغربي ناصر بوريطة في الرباط، ليناقشا معا قضية الهجرة وملف سبتة ومليلية. ونقلت صحيفة "الإسبانيول" تأكيدات من وزارتي الخارجية والداخلية تفيد بأن ألباريس ووزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا، سيزوران الرباط للقاء نظيريهما ناصر بوريطة وعبد الوافي الفتيت خلال الأسبوع الأول من شهر ماي، وذلك لمناقشة ملف الهجرة الذي يرتبط مباشرة بقضية سبتة ومليلية في ظرفية يستعد فيها البلدان لإعادة فتح الحدود البرية بعد إغلاق دام أكثر من سنتين. ووفق المصدر نفسه فإن مدريد تريد تغيير إجراءات طلب اللجوء إلى المدينتين المتمتعتين بحكم ذاتي، وذلك في إطار محاولاتها تسريع إعادة المهاجرين غير النظاميين، حيث تعمل على الحسم في الطلبات الموجهة لها في مدة أقصاها 10 أيام، وهو الأمر الذي يتطلب تنسيقا مباشر من المغرب، خاصة في ظل قرار المحكمة العليا في ماي من سنة 2021 القاضي بمنح الأشخاص الذين دخلوا بطريقة غير قانونية حرية التنقل في جميع الأراضي الإسبانية خلال مدة معالجة ملفاتهم، كما لم يعد من الممكن احتجازهم في مراكز الإقامة المؤقتة خلال هذه المدة. وأبرزت الصحيفة أن المغرب ينوي رفع الحظر المفروض على عمليات إعادة المهاجرين غير النظاميين، وسيسمح بإرجاع القاصرين الذي دخلوا المدينتين دون أن يكونوا مرافقين بذويهم، كما سيتم وضع وسائط اتصال مباشرة بين الطرفين لتسهيل عملية الإعادة التلقائية للمهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء في ظرف 10 أيام في حال رُفضت ملفاتهم على أن يُرسل تقرير بذلك إلى الأممالمتحدة. وكانت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، قد أكدت هذا الأسبوع أن ألباريس سيزور المغرب يوم 11 ماي المقبل للمشاركة في اللقاء الوزاري للتحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش"، وهو الاجتماع الذي سيكون أبرز المشاركين فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، علما أن التحالف يضم 84 دولة من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان وتركيا والسعودية والإمارات وقطر ومصر، إلى جانب عدة منظمات، أبرزها الاتحاد الأوروبي والإنتربول وحلف شمال الأطلسي وجامعة الدول العربية وتجمع دول الساحل والصحراء.