طلبت الحكومة الإسبانية من نظيرتها المغربية مساعدتها على حماية الحدود مع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين لمدة 10 أشهر، وذلك خلال عمليات إزالة السياج الشائك واستبداله بسياج أكثر متانة وتطورا، وهي العملية التي قد تظهر ثغرات تسمح بدخول المهاجرين غير النظاميين. وكشفت صحيفة "إل إسبانيول" أن رئيس الحكومة الإسباني بيديرو سانشيز اتخذ عدة تدابير خلال فترة الأشغال التي ستنطلق في نونبر الجاري، من بينها تعزيز حضور عناصر الحرس المدني والشرطة الوطنية على طول السياج لتغطية الفجوات التي ستظهر، لكنه أيضا طلب مساعدة مباشرة من المغرب. وأوضحت الصحيفة أن طلب إسبانيا للدعم المغربي على طول حدود سبتة ومليلية كان محور المحادثات بين مدريد والرباط خلال الأشهر الماضية، مبرزة أنها كانت إحدى أهم النقاط التي تطرق لها وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، عند لقائه بنظيره المغربي عبد الوافي لفتيت بالرباط في 4 شتنبر الماضي. ووفق المصدر نفسه فقد طلب مارلاسكا من الفتيت تنسيق "تدابير أمنية دقيقة" على حدود مدينتي سبتة ومليلية خلال فترة استبدال السياج الحدودي، حيث لا ترغب إسبانيا في وقوع محاولات اقتحام جماعية عبر الفجوات التي ستظهر خلال الأشغال. وإلى جانب نشر القوات المغربية على طول الحدود، شكلت إسبانيا فرقا أمنية خاصة لمراقبة سياج المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي من أجل التصدي لمحاولات الهجرة غير النظامية، وهي الفرق التي ستستمر في عملها إلى حين انتهاء الأشغال. وتقوم إسبانيا منذ شهور بأشغال تطوير و"أنسنة" المعابر الحدودية بالمدينتين المحتلتين، في إطار مشروع أوسع يهم تغيير كامل السياج الحدودي، إذ ستتم إزالة الأسلاك الشائكة واستبدالها لأسوار حديدية يبلغ علوها 10 أمتار، مدعمة بآليات مراقبة حديثة. وفي نونبر من العام الماضي، ومع تزايد حالات إصابات المهاجرين جراء الأسلاك الشائكة، وأيضا بسبب حالات التدافع التي تعرفها المعابر الحودية والتي أدت إلى وفاة سيدات يمتهن التهريب المعيشي، قررت الحكومة الإسبانية تغيير "الحدود البرية مع المغرب"، وهو المشروع الذي تبلغ كلفته الإجمالية 18 مليون يورو.