دخل مشروع "الكابل" البحري لنقل الكهرباء من المغرب إلى بريطانيا، الذي يُعتبر الأطول في العالم من حيث المسافة، مرحلة الإنجاز، حيث شرعت شركة "XLCC" المتخصصة في انتاج "الكابلات" البحرية لنقل الكهرباء، في انشاء وحدة صناعية باسكوتلندا متخصصة في انتاج الكابلات التي سيتم استعمالها في هذا المشروع المغربي البريطاني الذي تُشرف عليه شركة بريطانية أخرى تُدعى "Xlinks". ووفق مصادر متخصصة، فإن إنتاج هذا المصنع سيكون موجها بالكامل في البداية لإنتاج الكابلات المطلوبة للربط الكهربائي من المغرب إلى بريطانيا للمرحلة الأولى بين 2025 و2027، مشيرة إلى أن الشركة المتخصصة ستحتاج إلى 90 ألف طن متري من الفولاذ لتلبية احتياجات المشروع الهام بين البلدين. ويأتي هذا التطور الجديد على بُعد أشهر من إعلان شركة Xlinks البريطانية، عن إطلاقها مناقصة لإجراء الدراسات المتعلقة بالمسوحات الجيوفيزيائية والجيوتقنية البحرية المتعلقة بمشروع الربط البحري بين المغرب وبريطانيا عبر "كابل" لنقل الطاقة الكهربائية. وكانت الشركة البريطانية المعنية بهذا المشروع، قد حددت أنذاك تاريخ 22 فبراير الماضي موعدا لنهاية فترة المناقصة والشروع في إنجاز الدراسات المذكورة على المسار الذي سيتخذه الكابل البحري الناقل للطاقة الكهربائية من المغرب إلى بريطانيا على طول 3800 كيلومتر، ويتضمن العقد إنجاز الدراسات والخرائط في أجل 12 شهرا. وكانت تقارير سابقة صادرة عن الشركة، قد أشارت إلى أن القيمة الإجمالية المقدرة للعقد باستثناء ضريبة القيمة المضافة (VAT) هي 13 مليون جنيه إسترليني (حوالي 17.4 مليون دولار). وتُخطط بريطانيا لإنجاز مشروع ضخم يتمثل في إنشاء "كابل" بحري لنقل الطاقة الكهربائية من المغرب، فيما يُمكن أن يكون الخط الأطول في العالم، بكلفة إنجاز تصل إلى 16 مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل 21.9 مليار دولار أمريكي، وفق ما أوردته وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية في الشهور الماضية. وحسب ذات المصدر، فإن شركة Xlinks بتنسيق مع الرئيس الشابق لشركة Tesco Plc وشركة ACWA Power ، يُخططون لإنجاز هذا "الكابل" البحري الناقل للطاقة الكهربائية على مسافة تصل إلى 3800 كيلومترا، انطلاقا من مزارع انتاج الطاقة في المغرب وصولا إلى بريطانيا. ووفق شركة إكسلينكس، فإن هذا الخط الكهربائي القادم من المغرب، سيكون بمقدوره تزويد 7 ملايين منزل في بريطانيا بالطاقة الكهربائية، وسيكون مخصصا للمملكة المتحدة فقط، وليس باقي المناطق البريطانية التي سيكون لها مصادر طاقة أخرى. وكانت شركة إكسلينكس البريطانية قد أجرت سابقا مباحثات مع المسؤولين الحكوميين المغاربة، بهدف الحصول على الترخيص لإقامة مُجمع لانتاج الطاقة الكهربائية في المغرب بالاعتماد على المصادر الخضراء، كالشمس والرياح، بقدرة 10,5 جيغاواط. وتخطط شركة إكسلينكس البريطانية، لإنشاء خزان للكهرباء بسعة ما بين 5 جيغا واط و20 جيغاواط في الساعة بالمغرب، وربطه بشبكات الطاقة التابعة لها في المملكة المتحدة كألفيرديسكوت وديفون وبيمبروك وويلز، عبر خط ناقل للكهرباء تحت الماء بقدرة 3,6 جيغاواط. وقالت الشركة، أن الخط الكهربائي الذي سينطلق من المغرب وصولا إلى بريطانيا، سيعبر المياه الدولية، إضافة إلى المياه التابعة لإسبانيا والبرتغال وفرنسا، مشيرة إلى أنها تجري مباحثات مع تلك الدول للحصول على تراخيص تعبيد الكابل في مياهها في عمق بحري يصل إلى 700 متر. وأضافت الشركة أن هذا الخط الكهربائي، سيكون مكونا من أربعة أنابيب ناقلة للكهرباء، وأن الأنبوب الأول من المتوقع أن يكون قد تم الانتهاء من إنجازه في سنة 2027، في حين أن الأنبوب الثاني سيكون مُكتملا في سنة 2029.