تصدرت الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز إلى المملكة المغربية، منذ يوم أمس الخميس، عناوين الصحافة الإسبانية لليوم الجمعة، خاصة أن هذه الزيارة تأتي في سياق انهاء الأزمة الديبلوماسية مع الرباط وجدل تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء. وركزت أغلب الصحف الإسبانية ك"ABC" و"El Confidencial" و"El Mundo" حول مُخرجات هذه الزيارة ونتائج البيان المشترك الصادر عقب المحادثات التي جرت بين الملك محمد السادس وبيدرو سانشيز، إلا أن هذه التغطية الإعلامية الإسبانية لم تخل من البحث عن بعض التفاصيل لخل الجدل بشأن الزيارة والاستمرار في ممارسة الانتقاد في حق رئيس الحكومة الإسبانية الذي دأبت صحافة بلاده على ممارسته ضده منذ إعلان تغيير موقف حكومته من قضية الصحراء المغربية وإعلان مساندته لمقترح الحكم الذاتي. وقالت جل الصحف الإسبانية، أن هذه الزيارة وضعت حدا للأزمة الديبلوماسية بين الرباطومدريد، وبدأت "صفحة جديدة" في العلاقات الثنائية، خاصة أن البيان المشترك أكد على هذا المعطى، وتضمن الكثير من النتائج الإيجابية لصالح البلدين، من بينها إعادة العلاقات الكاملة بين الطرفين، وإعادة الروابط البحرية والبرية الثنائية، وإعادة تنظيم عملية "مرحبا" في الصيف المقبل، والتعاون في مجالات عديدة كالهجرة وغيرها. واعتبرت هذه الصحف، أن ما أسفرت عنه هذه الزيارة من نتائج ملموسة، هو أمر في غاية الأهمية، خاصة أن ذلك سينعكس إيجابا على عدد من المدن الإسبانية، وعلى رأسها المدن الجنوبية التي ترتبط بشمال المغرب بروابط بحرية وتبادلات تجارية، غير أن كل هذا لم يمنعها من الدخول في تفاصيل جانبية لتوجيه الانتقاد إلى المغرب، وانتقاد بيدرو سانشيز ووفده الذي حل بالمملكة. ومن بين التفاصيل الهامشية التي ركزت عليها الصحف الإسبانية ذاتها، هو الإشارة إلى العلم الإسباني الذي كان موضوعا بشكل مقلوب خلف الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز على مائدة الإفطار الرمضاني الذي دعاه إليه الملك المغربي محمد السادس مغرب أمس الخميس. وفي الوقت الذي تساءلت بعض الصحف عما إذا كان وضع العلم الإسباني مقلوبا حدث عن طريق الخطأ أو بطريقة مقصودة، ذهبت أخرى إلى اعتبار أن ما حدث هو "إهانة" إلى إسبانيا، بالرغم من أن مسؤولين إسبان في "مونكلوا" اعتبروا أن ما حدث هو مجرد خطأ لا غير ولا يجدر أن يحظى بأهمية كبيرة. ويرى متتبعون للعلاقات الإسبانية المغربية، أن تركيز بعض الصحف الإسبانية على بعض القضايا الهامشية لخلق الجدل، يدخل في إطار انتماء بعض الصحف إلى أطراف سياسية تُعارض توجهات حكومة بيدرو سانشيز، وبالتالي تبحث عما يُساهم في ممارسة الانتقاد والضغط على حكومته. ويضيف هؤلاء، أن الزيارة كانت في عمومها إيجابية وقد أدت إلى نتائج مهمة في العلاقات بين البلدين على نمط "رابح – رابح"، خاصة أن التطورات الإقليمية تفرض على البلدين السير على هذا النهج، على عكس ما يعتقده بعض الصحفييين والمحللين الإسبان الذين لازال يعيشون على مخلفات الماضي، وبعقلية استعمارية استعلائية، لم يعد لها وجود حاليا، حسب تعبيرهم.