هاجمت الصحافة الإسبانية وزيرة الخارجية في بلادها أرانتشا لايا غونزاليس والحكومة الاشتراكية ككل وحملتها المسؤولية الكاملة في الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، بسبب تدبيرها لاستقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية من أجل التعافي بهوية مزورة. أعضاء في السلك الدبلوماسي الإسباني اعترفوا أن قرار وزيرة الخارجية استقبال زعيم البوليساريو، الذي أدى إلى الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، كان خطأً كبيرا، حيث شككوا في أحقيتها بالاستمرار في هذا المنصب المهم، خاصة أن ألمانيا رفضت الترحيب بزعيم الانفصاليين قبل إسبانيا.
وكشفت صحيفة "El confidencial"، استنادا إلى مصادر دبلوماسية رفيعة، أن مسؤولين انتقدوا بشدة وزيرة الخارجية لأنها "تفعل ما لا تستطيع تفسيره"، وأضافوا أنه كان ينبغي على الحكومة الإسبانية أن تسعى لإيجاد بلد آخر لإنقاذ زعيم البوليساريو، أو عدم القيام بذلك بشكل خفي عن طريق التزوير إذا كان من الضروري حضوره لأسباب إنسانية، حسب المصدر ذاته، الذي أكد أنه كان يجب إخطار المغرب بدل استخدام هوية مزورة قدمتها الحكومة الإسبانية، مشيرا إلى أنه "في دبلوماسية القرن الحادي والعشرين ، لم يعد أحد يعمل بجوازات سفر مزورة وعمليات من هذا النوع".
ذات المصادر أكدت أنه من الصعب فهم سبب عدم مراعاة سيطرة المخابرات المغربية على تحركات جميع قادة البوليساريو، وبالتالي، على حد قولها، كان من المستحيل أن تمر عملية نقل إبراهيم غالي دون أن يلاحظها أحد.
وأوضحت الجريدة الإسبانية، نقلا عن المصادر ذاتها، أنه لا يوجد أي قرار سياسي يهم تغيير موقف إسبانيا من نزاع الصحراء يمكن أن يبرر العملية، مضيفة:" لقد تجنبت الحكومات الإسبانية المختلفة قضية الصحراء على وجه التحديد لتجنب النزاعات مع المغرب".
ومن جهتها أكدت صحيفة "أ بي سي" الإسبانية، اليوم الأربعاء، أن الحكومة الائتلافية بقيادة الاشتراكي بيدرو سانشيز ارتكبت "أخطاء لا تغتفر" في حق المغرب "الحليف الاستراتيجي".
وكتبت اليومية الإسبانية في افتتاحيتها أن "إسبانيا ارتكبت خطأ فادحا من خلال المخاطرة بعلاقاتها مع المغرب"، عندما سمحت رئاسة الحكومة لنائب الرئيس السابق للحكومة بابلو إغليسياس بالتحدث عن سيادة الصحراء، والتملص بالتالي من دعم الولاياتالمتحدة للمغرب.
ولاحظت اليومية أن هذا الموقف "كشف عن أوجه الضعف في دبلوماسيتنا والسطحية التي يتعامل بها رئيس الحكومة بيدرو سانشيز مع السياسة الخارجية للبلاد"، مؤكدة أن استقبال إسبانيا لزعيم +البوليساريو+ "حتى دون إبلاغ المغرب كان خطأ جسيما آخر".
وسجلت أنه "في الدبلوماسية، تعتبر المواقف الرسمية حاسمة مثلها مثل المصالح الخفية. ومع ذلك، لم يحسب السيد سانشيز ثمن ازدراء المغرب بهذه الطريقة، والذي يجب دائما اعتباره حليفا استراتيجيا، مهما كانت خطورة التوترات"، معتبرة أنه "من العبث أن تغض الحكومة الطرف دون التوصل إلى نتائج موضوعية ودون الانكباب على الأسباب الحقيقية" التي أدت إلى هذا الوضع مع المغرب.
وخلص كاتب الافتتاحية إلى أن "السيد سانشيز يتحمل مسؤولية عجزه المتكرر عن إدارة العلاقات مع الرباط".