سيكون على وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إقناع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، بأن واشنطن مستمرة في التزاماتها تجاه أمن حلفائها العرب في منطقة الشرق الأوسط، كما سيحاول ضمان دعم الإمارات والمغرب للموقف الغربي من روسيا في قضية الحرب على أوكرانيا عن طريق انضمامهما إلى مسلسل العقوبات المفروض عليها، كل ذلك خلال رحلته إلى المغرب التي انطلقت أمس الاثنين وتستمر اليوم الثلاثاء. ووفق وكالة "رويترز" فإن لقاء بلينكن مع ابن زايد في الرباط، المُبرمج اليوم، يهدف إلى تخفيف حدة الخلافات مع حلفاء واشنطن التقليديين في الخليج بشأن أزمة النفط وإيرانوأوكرانيا، وذلك إثر تسجيل حلفاء الولاياتالمتحدة العرب لغضبهم تجاه ما يعتبرونه تراجعا من إدارة الرئيس جو بايدن عن الالتزامات الأمريكية بالأمن في منطقتهم، في مواجهة التدخل الإيراني في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، مشيرة إلى أن جولة بلينكن الحالية خلت من أي لقاء مع مسؤولين سعوديين. ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه من المتوقع أن يؤكد وزيرة الخارجية الأمريكي، خلال محادثته ولي عهد أبو ظبي في المغرب، على أهمية كل من الإمارات والسعودية، بالإضافة إلى التطرق لقضايا إيران واليمن وأسواق الطاقة العالمية بالإضافة إلى التقارب الإماراتي السوري، ويسعى في المقابل إلى التغلب على مقاومة دول الخليج لطلب واشنطن رفع إنتاجها من النفط ل"ترويض" الأسعار المرتفعة بشكل كبير، والتي فاقمت معدلات التضخم عالميا. ومن ناحية أخرى، ترغب الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال هذه الزيارة إلى دفع حلفائها العرب لاتخاذ موقف أقوى ضد روسيا، وتحديدا عبر التصويت معها من خلال الأممالمتحدة، وكذا الانضمام إلى العقوبات الغربية المسلطة على موسكو، بالإضافة إلى إرسال مساعدات إلى أوكرانيا، مشيرة إلى الموقف المغربي داخل الجلستين الاستثنائيتين للجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص الحرب الروسية على أوكرانيا، حين غاب سفير الرباط عن جلسة التصويت. وكان بلينكن قد حل بالمغرب أمس الاثنين والتقى بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، للمرة الثانية في يوم واحد، بعد أن التقيا في "قمة النقب" التي دعاهما إليها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى جانب وزراء خارجية الإمارات والبحرين ومصر، وتزامنا مع رحلته إلى الرباط أصدرت الخارجية الأمريكية بيانا أكدت فيه مجددا أن واشنطن تواصل اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء جادا وذا مصداقية وواقعيا ويستجيب لتطلعات الصحراويين.