على الرغم من تحسن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا بشكل واضح بعد الرسالة التي بعثها رئيس الوزراء بيدرو سانشيز للملك محمد السادس، والتي أعرب من خلالها عن دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، لم تُقدم الرباط أي نوع من الإشارات أو التصريحات ل"غض الطرف" عن انتماء مدينتي سبتة ومليلية إلى ترابها، وهو الأمر الذي اتضح من خلال نشر السفارة المغربية في مدريد لخريطة كاملة للمملكة تتضمن المدينتين. وتزامنا مع عودة السفيرة المغربية، كريمة بنيعيش إلى مقر السفارة في مدريد بعد 10 أشهر من استدعائها من لدن وزارة الخارجية إلى الرباط كنتيجة مباشرة للأزمة الدبلوماسية بين البلدين، نشر الموقع الرسمي للتمثيلية الدبلوماسية المغربية خريطة للمملكة وهي تضم الأقاليم الصحراوية، كما تضع مدينتي سبتة ومليلية ومليلية كجزء من تراب المملكة، في الوقت الذي أضافت فيه تحيينات تهم التطورات الأخيرة للعلاقة الثنائية بين البلدين. وجاء في الموقع أن السفارة المغربية في مدريد، "تُقدر بشدة المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بشأن قضية الصحراء المغربية، والواردة في الرسالة التي وجهها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للملك محمد السادس"، وتابعت "تتيح مضامين هذه الرسالة رسم خارطة طريق واضحة وطموحة من أجل ترسيخ الروابط الثنائية بين البلدين بشكل دائم وفي إطار معايير وأسس جديدة، أبرزها الخطاب الملكي بتاريخ 20 غشت 2021". وكان المغرب قد أغلق حدوده البرية مع مدينتي سبتة ومليلية كما أوقف جميع الأنشطة التجارية عبر حدودهما، ما وصفه الإسبان حينها ب"الحصار"، الأمر الذي اعتبر كأحد أبرز أوراق الضغط التي تلعبها الرباط وإحدى مظاهر الأزمة الأكثر تأثيرا على الإسبان، وهو ما يُفسر مسارعة سانشيز لزيارة المدينتين اللتان تصفهما الرباط ب"المحتلتين" مباشرة بعد الإعلان عن عودة العلاقات الثنائية، حيث استقبل اليوم في سبتة بترحاب كبير. وفي الوقت الذي عبرت فيه رسالة سانشيز للملك محمد السادس، مُعلن عن مضامينها رسميا من لدن الديوان الملكي المغربي يوم الجمعة الماضي، عن دعم صريح لمقترح الحكم الذاتي للصراح، باعتباره الحل الأكثر جدية ومصداقية وواقعية، فإنها في المقابل لم تأت على ذكر موقع مدينتي سبتة ومليلية من الأزمة، مكتفية بالإشارة إلى التزام البلدين باحترام الوحدة الترابية لبعضهما.