صادقت الجمعية العامة (البرلمان المحلي) لمدينة سبتة على تقديم دعوة رسمية للملك الإسباني، فيليبي السادس، للقيام بزيارة رسمية إلى مدينة سبتة في 2 شتنبر المقبل، وهو اليوم الذي يتزامن مع "يوم الحكم الذاتي" الذي تتمتع به سبتة على غرار باقي المناطق ذات الاستقلال الذاتي تحت السيادة الإسبانية. وكان حزب "كاباياس" الذي يقوده مسلم من أصول مغربية، يُدعى محمد علي، هو الذي تقدم بمقترح توجيه دعوة رسمية لملك إسبانيا بزيارة سبتة، إلى الجمعية العامة، وقد تمت المصادقة عليه بعد التصويت لصالحه من طرف الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي، والحزب المحلي الذي يحمل إسم حركة الكرامة والمواطنة الذي تقوده مسلمة أخرى من أصول مغربية تُدعى فاطمة حميد. المثير في الأمر، أن حزب "فوكس" اليميني المتطرف المعادي لكل ما هو مغربي، قد صوت ضد المقترح، واعتبر أنه مجرد خدعة من حزب "كاباياس" للتمويه عن دفاعهم وتأييدهم إلى المغرب، مشيرا إلى أن الملك الإسباني لن يزور سبتة خشية إغضاب الملك المغربي، محمد السادس. ومن جهته قال محمد علي، بأن مناسبة 2 شتنبر هي لحظة مناسبة للملك الإسباني ليزور مدينة سبتة على غرار باقي المناطق ذات الاستقلال الذاتي التي زارها في إسبانيا خلال فترة الوباء، مضيفا بأن هذه الزيارة ستكون مهمة لسبتة ول"روح المدينة". هذا وفي حالة إذا أخذ القصر الملكي الإسباني هذه الدعوة على محمل الجد، فإنها من المتوقع أن تزيد من تأزيم الوضع مع المغرب، حيث يرفض الأخير أي زيارة يقوم بها عاهل إسباني إلى مدينتي سبتة ومليلية، بالنظر إلى وضعهما الاستثنائي، إذ ينظر إليهما المغرب كمنطقتين مغربيتين محتلتين من طرف إسبانيا. ويُرجح أن الملك الإسباني فيليبي السادس، في ظل السياق المتأزم في الأصل بين البلدين بسبب أزمة إبراهيم غالي وقضية الصحراء، والمواقف الإسبانية التي تتعارض مع مصالح المغرب في هذه القضية، فإنه لن يقوم بأي زيارة إلى سبتة أو مليلية خلال الفترة المقبلة، خاصة أن هذه الخطوة تتعارض مع الرغبة الإسبانية في تحسين العلاقات مع المغرب. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن وزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسي مانويل ألباريس، كان قد صرح أكثر من مرة في الأونة الأخيرة، على ضرورة إعادة العلاقات الجيدة مع المغرب، واصفا الأخير بالبلد الصديق والجار العظيم، وقد سار على منواله رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في آخر تصريح له، بأن المغرب جار مهم لإسبانيا ويجب إعادة العلاقات الجيدة معه. وكانت الأزمة الديبلوماسية بين الرباط ومدريد، قد تفجرت بسبب إقدام إسبانيا على استقبال زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي في أبريل الماضي، وقد أدت إلى قطع العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، وتسبب أيضا في إبعاد وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليز لايا من منصبها في التعديل الحكومي الأخير الذي قام به بيدرو سانشيز، باعتباره أحد أبرز أسباب الأزمة. (المصدر: الصحيفة)