لوح حزب "فوكس" اليميني المتطرف بتحريك الجيش الإسباني إلى حدود مدينتي سبتة ومليلية فور فوزه بالانتخابات العامة لسنة 2023 وتشكيله الحكومة، وذلك على خلفية المحاولات الأخيرة للاقتحام التي نفذها الآلاف من المهاجرين غير النظاميين المنتمين لدول إفريقيا جنوب الصحراء للسياج الحدودي لمدينة مليلية، وهو الأمر الذي حمل الحزب مسؤوليته للمغرب، والذي قال إنه "سيغير لهجته معه" وسيُخيره بين "أن يحترم حدود إسبانيا أو أن يتحول إلى عدو". وزار الأمين العام للحزب، خافيير أورتيغا سميث، مدينة مليلية بعد سلسلة محاولات الاقتحام الأخيرة، وذلك بعد أن عرض يوم أمس الأربعاء الأمر أمام البرلمان الإسباني، وذلك في محاولة لربح مساحات بين سكان مليلية الذين انتقل إليهم رهاب وقوع أزمة هجرة على غرار ما حدث في سبتة شهر ماي الماضي، حيث تعهد بأن يضع حزبه حدا نهائيا لمثل هذه المشاكل برفع أعداد عناصر الشرطة الوطنية والحرس المدني وإعادة تسليحهم وتمكينهم من معدات جديدة. وأوضح السياسي الإسباني أن حزبه يُفكر في أبعد من ذلك، حيث يرغب في إعادة النظر في طبيعة السياج ككل، لكون الحدود الحالية "هشة وقابلة للاختراق"، وأضاف "بمجرد وصول سنتياغو أباسكال (زعيم الحزب) إلى رئاسة الحكومة الإسبانية ستُعزز وزارة الداخلية الحدود الجنوبية لإسبانيا وحدود جزر الكناري، سيكون لدينا عدد أكبر من العناصر هناك، وإن اقتضت الضرورة سندعمهم بوحدات من القوات المسلحة، وستكون تلك هي المرة الأخيرة التي تُداس فيها حدودنا". وتحدث أورتيغا سميث، في حواره مع نسخة مليلية من صحيفة "إلفارو"، عن اقتناع حزبه بأن المغرب هو الذي يقف وراء تلك المحاولات التي وصفها ب"عمليات الغزو"، موردا أن الرباط "استفادت" من مساعدات حكومات الحزب الشعبي والحزب العمالي دون أن توفر الحماية اللازمة للحدود، وأضاف "سنلجأ للقوة السياسية، المفروض أن نحترم بعضنا البعض، فإما أن يحترموا (المغاربة) حدودنا وسيادتنا، أو سينتقلون من جيران إلى أعداد، والعدو يتم التعامل معه بشكل مختلف". ويحاول حزب "فوكس" استغلال مسلسل محاولات اختراق الحدود لتوفير الدعاية اللازمة لأطروحته قبل الانتخابات العامة المنتظر العام المقبل، والتي يأمل في رفع حظوظه خلالها ليحصل على الرتبة الأولى بعد أن حل ثالثا في 2019، وذلك رغم أن ممثلة الحكومة المركزية في مليلية "برأت" المغرب من الوقوف وراء تلك الهجمات شاكرة سلطاته على تدخلها لمنع وصول المهاجرين غير النظاميين، كما أكت أن الرباط ومدريد يعملان بتنسيق تام في هذا الملف.