لم تُرض مشاركة وفد "البوليساريو" بقيادة إبراهيم غالي في القمة الأخيرة للاتحادين الإفريقي والأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسيل، الجبهة الانفصالية، خاصة أن الوفد ظهر منبوذا من طرف الزعماء الأوروبيين، حيث لم يتم استقبال زعيم الجبهة من طرف رئيسة المفوضية الأوروبية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال عملية استقبال زعماء البلدان المشاركة. وفي هذا السياق، قال أبي بشرايا البشير المكلف بتمثيل "البوليساريو" بأوروبا والاتحاد الأوروبي في حوار مع صحيفة "لوسوا" البلجيكية، "نأسف كثيرا لإصرار بعض الأطراف النافذة داخل الاتحاد الأوروبي على مواصلة مواقف المحاباة تجاه المغرب، وهو ما يغذي للأسف الشديد تعنت هذا الأخير، وتمرده على الشرعية الدولية". وبدا واضحا من خلال تصريح البشير أن الطريقة التي استُقبل بها وفد الجبهة الانفصالية لم تُعجب الوفد الذي قاده ابراهيم غالي، الأمر الذي دفعه للقول بأن رغبة أوروبا في الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الإفريقي، "يجب حتما أن يمر عبر التعاطي مع الجمهورية الصحراوية، باعتبارها حقيقة قائمة". وكان وفد "البوليساريو" قد حضر القمة الاتحاد الأوروبي – الاتحاد الإفريقي، باعتبار أن الجبهة الانفصالية عضوا في الاتحاد الإفريقي، غير أن الوفد لم يحظ بالاستقبال البروتوكولي المعهود لزعماء الوفود المشاركة، من طرف رئيسة المفوضية الأوروبية التي كانت مرفوقة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وبالرغم من أن الجبهة الانفصالية تروج لحضورها للقمة المذكورة، على أنه "نجاح ديبلوماسي" هام ضد المغرب، إلا أن الواقع كان مختلفا خلال أطوار القمة، حيث تعاملت جل الأطراف الأوروبية وأغلب الأطراف الإفريقية معها بمثابة "عنصر شاذ"، ولم يستطع زعيم "البوليساريو" من عقد سوى لقاء أو لقاءين مع ممثلي البلدان الإفريقية القليلة التي لازالت تساند الأطروحة الانفصالية. جدير بالذكر أن زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، كان قد تسبب في أزمة ديبلوماسية كبيرة بين المغرب وإسبانيا لازالت تداعياتها مستمرة إلى حدود الساعة، بعدما كانت مدريد قد وافقت على استقباله سرا لتلقي العلاج لما قيل إصابته بفيروس كورونا المستجد، وهو الأمر الذي اعتبره المغرب ضربا لعلاقات حسن الجوار بين البلدين.