شهدت نبرة جبهة "البوليساريو" الانفصالية في الأيام الأخيرة، تحولا مفاجئا، حيث انتقلت من الترويج ل"انتصارات ميدانية"، إلى رفع عدد من الشكاوي تشتكي فيها مما تصفه ب"استخدام المغرب للطيران الحربي في الصحراء"، وآخرها تلك التي وجهتها إلى الاتحاد الإفريقي. وحسب الوكالة الرسمية للجبهة الانفصالية فإن محمد يسلم الذي يتراس وفد "البوليساريو" المشارك في اشغال الدورة العادية الاربعون للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي، قال "أن دولة الاحتلال المغربي فاقمت من انتهاكاتها لحقوق الانسان في المنطقة بحيث أصبحت تستعمل الطيران الحربي المسير في قتل المدنيين الصحراويين والموريتانيين والجزائريين ممن يعبرون المنطقة، و في تطور خطير سيعمق بدون شك تراجع وضعية حقوق الانسان بصفة عامة". وحسب ذات المصدر، فإن نفس المتحدث "طالب من الاتحاد الافريقي بأن يفوض بعثات مختصة لمعاينة واقع حقوق الانسان في المنطقة طبقا لروح الميثاق الافريقي لحقوق الانسان و الشعوب و مقررات المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي ذات الصلة". وتشن "البوليساريو" ومحتضنتها الجزائر، حملة واسعة في الأيام الأخيرة يتهمان فيها المغرب باستخدام أسلحة متطورة ومقاتلات F16 لقصف ما يقولان أنهم "مدنيين" من جنسيات جزائرية وموريتانية وأخرين تابعين لجبهة "البوليساريو"، بالرغم من أنهما يعترفان بأن جميع عمليات القصف تتم داخل المنطقة العازلة التي يعتبرها المغرب تابعة لحدودها الترابية ولا يحدها سوى حدود الجزائروموريتانيا. والمثير في الأمر، أن موريتانيا لم ترفع أي شكاية ولم تتحدث عن اعتداءات استهدفت مواطنيها كما لم توجه أي اتهام للمغرب، بالرغم من مصرع مواطنين موريتانيين في المنطقة العازلة في الشهر الماضي بعد خروجهم للتنقيب عن الذهب، وكان رد موريتانيا أن حذرب مواطنيها من الخروج خارج حدودها، بالنظر لكونها تُدرك أن المنطقة العازلة هي منطقة محفوفة بالمخاطر لا يجدر بالمدنيين التواجد فيها. ويرى متتبعون، أن الضربات الجوية التي شنتها القوات المغربية مؤخرا وفق ما أكده أكثر من مصدر موثوق، قد تسببت في خسائر مادية وبشرية هامة لجبهة "البوليساريو" خاصة في منطقة مهيريز، وهو ما دفعها إلى جانب الجزائر إطلاق حملة لاتهام المغرب بدعوى "قصف المدنيين" في حين أن كل المؤشرات تدل على أن من يدخل المنطقة العازلة هم ميليشيات "البوليساريو". ووفق ذات المتتبعين، فإنه منذ اندلاع المواجهات العسكرية في أواخر سنة 2020، وبالضبط بعد تحرير القوات المغربية لمعبر "الكركرات" وجدت "البوليساريو" نفسها هذه المرة أمام قوات مغربية مدججة بأسلحة متطورة، ولم تعد تنفعها حرب العصابات التي كانت تشنها على القوات المغربية سابقا، حيث أصبحت طائرات "الدرون" التي يتوفر عليها المغرب كفيلة بملاحقة ميليشيات "البوليساريو" في الصحراء وقصفهم، وبالتالي فإن الجبهة الانفصالية تتعارك في معركة "خاسرة" وفق العديد من المراقبين للنزاع.