في إشارة جديدة على انتهاء الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وإلمانيا وعودة العلاقات إلى نصابها، قالت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إيفي"، اليوم الإثنين، أن سفيرة المغرب لدى برلين، زهور العلوي، ستعود إلى ألمانيا هذا الأسبوع لاستئناف نشاطها الديبلوماسي في السفارة المغربية وفق ما أكدته مصادر رسمية للوكالة. وحسب ذات المصدر، فإن عودة زهور العلوي إلى منصبها في ألمانيا بعد أشهر من الأزمة الديبلوماسية التي عصفت بالعلاقات بين الرباطوبرلين، ستُسدل الستار على هذه الأزمة بصفة نهائية، وإعطاء انطلاقة لعلاقات جديدة بين البلدين بعد عدد من الإشارات الإيجابية الصادرة مؤخرا من طرف المسؤولين الألمان ونظرائهم المغاربة. وكانت أولى الإشارات تلك التي أعلنت عنها وزارة الخارجية الألمانية بعد تولي أنالينا بيربوك هذا المنصب، عندما نشرت الوزارة بيانا اعتبرت فيه المغرب بلدا استراتيجيا وهاما لألمانيا، وأشادت بمبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع في الصحراء، وهو الأمر الذي رحبت به الرباط وأشادت بهذه الخطوة الألمانية وقررت على إثر ذلك إعادة الاتصالات مع السفارة الألمانية في الرباط بعد تعليقها خلال الأزمة. كما أنه مؤخرا كشف الديوان الملكي المغربي، عن قيام الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ببعث رسالة إلى الملك محمد السادس، أشاد فيها بدوره إلى أهمية العلاقات الثنائية مع المغرب، وأشاد بالإصلاحات التي قامت بها المملكة المغربية في عهد الملك محمد السادس، ودعا الأخير لزيارة ألمانيا لبدء صفحة جديدة من العلاقات الثنائية. كما أكد الرئيس الألماني في ذات الرسالة على أن "مخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة في سنة 2007 يعد بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل الى اتفاق" لهذا النزاع الاقليمي، مشيرا إلى دعم "بلاده، منذ سنوات عديدة، لمسلسل الأممالمتحدة من أجل حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كافة الأطراف". وشكلت هذه الرسالة بمثابة النهاية الرسمية للأزمة الديبلوماسية بين البلدين، بعدما كان المغرب قد قرر في ماي الماضي قطع كافة اتصالاته مع السفارة الألمانية في الرباط ومع جميع المؤسسات الألمانية التي تشتغل وتنشط داخل التراب المغربي، وفق ما قال بلاغ للخارجية المغربية المواقف العدائية لألمانيا تُجاه المصالح العليا للمملكة المغربية. وكان الموقف المغرب يرجع، وفق العديد من المتتبعين، إلى المواقف والتحركات الألمانية التي جاءت عقب إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، حيث اعتبرت أن هذا الموقف يعارض المنتظم الدولي ويتعارض مع جهود الأممالمتحدة لحل نزاع الصحراء.