يبدو أن الموقف الإسباني "الحاسم" الذي يُظهره رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ووزير خارجيته خوسي مانويل ألباريس، في قضية احتمال غزو روسيالأوكرانيا عسكريا، ليس الهدف منه سوى إيجاد مخرج للأزمة التي طالت كثيرا مع المغرب، من خلال السعي وراء دعم أمريكي ومساندة من حلف شمال الأطلسي "النيتو"، حسب ما أكده تقرير لصحيفة "إلكونفيدينثيال" الإسبانية. ووفق التقرير الذي تلا زيارة ألباريس إلى واشنطن ولقاءه مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، وإعلانه دعم مدريد الصريح للموقف الأمريكي الداعم لكييف ضد موسكو، فإن إسبانيا قررت اللجوء إلى أمريكا و"النيتو" ل"زيادة ثقلها ولتهدئة الأزمة مع المغرب"، معتبرة أن هذه الأخيرة من أسباب الدعم الإسباني الكبير للموقف الأمريكي في قضية أوكرانيا ووقوفها ضد الخطوات الروسية. وأوضحت الصحيفة أن إسبانيا تحتاج حاليا إلى العودة لواجهة التأثير في الساحة الدولية وإلى تقوية علاقاتها مع واشنطن، وذلك في سبيل قضيتين تشكلان "العمود الفقري لأجندة السياسة الخارجية الإسبانية سنة 2022"، الأولى هي الأزمة العميقة مع المغرب التي تعود أصولها إلى أكثر من سنة، والثانية هي استعداد مدريد لاحتضان قمة حلف شمال الأطلسي يومي 29 و30 يونيو. وكان وزير الخارجية الإسباني قد توجه إلى واشنطن يوم 18 يناير الجاري للقاء نظيره بلينكن ورئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وعقب ذلك أكد ألباريس في ندوة صحفية عقدها بمقر السفارة الإسبانية في الولاياتالمتحدة أن اجتماعه ببلينكن تطرق إلى قضية الصحراء، إذ اعتبر أن حلها أضحى "واجبا أخلاقيا" بسبب استمرارها لعقود طويلة . وخلال اللقاء نفسه قال ألباريس إنه لم يتطرق إلى الموقف الأمريكي بخصوص قضية الصحراء، في إشارة إلى المرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس السابق دونالد ترامب، والمعترف بالسيادة المغربية على المنطقة، والذي لم يتراجع عنه الرئيس الحالي جو بايدن، موردا أن بلاده "لا تملي على أي دولة مواقفها"، لكنه أيضا عبر عن رغبته في أن تعود السفيرة المغربية إلى مدريد بعد أن غادرتها في ماي من العام الماضي. ولا تعيش العلاقات الإسبانية الأمريكية أفضل أيامها، وهو الأمر المستمر منذ عهد الرئيس ترامب، وبقي الحال على ما هو عليه حتى في عهد الرئيس بايدن الذي لا زال لم يمنح سانشيز موعدا لعقد لقاء ثنائي بينهما، وهو ما فسره عضو الأكاديمية الملكية الإسبانية، لويس ماريا أنسون، في مقال نشرته "لاراثون" قبل أيام، بأنه "تهميش" متعمد من واشنطنلمدريد، مضيفا أن إدارة بايدن بدأت تراهن على المغرب.