في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، أعلنت مصادر إعلامية فلسطينية وإسرائيلية، أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، التقى في ساعة متأخرة من أمس الثلاثاء، بوزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، في منزل الأخير بضواحي العاصمة تل أبيب. وحسب وكالة الأنباء العالمية رويترز، فإن عباس التقى بغانتس في أول زيارة له إلى إسرائيل منذ 2010، من أجل إجراء محادثات بشأن قضايا اقتصادية وأمنية، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أعلنت في بيان يوم الأربعاء عن مجموعة من "إجراءات بناء الثقة" من شأنها تسهيل دخول مئات من رجال الأعمال والعمال الفلسطينيين لإسرائيل. هذه الزيارة استنكرتها حركة حماس الفلسطينية، حيث قال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن اللقاء "مستنكر ومرفوض من الكل الوطني (أي كل الفصائل) وشاذ عن الروح الوطنية"، معتبرا أن اللقاء "تزامن مع هجمة المستوطنين على أهلنا في الضفة الغربية، (ما) يزيد من فداحة "جريمة" قيادة السلطة الفلسطينية". وتأتي هذه الزيارة التي قام بها عباس إلى إسرائيل للقاء بيني غانتس، على بُعد أسابيع من زيارته إلى الجزائر حيث تم الترحيب به في استقبال حاشد، وقد استمرت زيارته إلى الجزائر لمدة 3 أيام لحشد الدعم لفلسطين، وتمكن خلالها من الحصول على مساعدات مالية من النظام الجزائري الذي يقوده عبد المجيد تبون قيمتها 100 مليون دولار. ويرى متتبعون أن هذه الزيارة من محمود عباس إلى إسرائيل للقاء وزير الدفاع، تضع النظام الجزائري بالخصوص في موقف مُحرج جدا، خاصة أن الأخير يُقدم نفسه كأنه أحد أبرز البلدان العربية المدافعة عن فلسطين ضد إسرائيل، والأكثر ممن ندد بخطوات التطبيع الأخيرة لبعض الدول العربية مع إسرائيل، وعلى رأسها المغرب الذي وصفه رئيس أركان الجيش الجزائري، ب"العدو الكلاسيكي". وتتعارض زيارة عباس إلى إسرائيل مع ما يُعرب عنه نظام تبون، الذي حاول استغلال زيارة عباس إلى الجزائر لإظهار المغرب بمظهر "الخائن للقضية الفلسطينية" خاصة بعد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الرباط، قبل أن يتعرض الآن إلى ما يُشبه "الصفعة" من الرئيس الفلسطيني نفسه الذي قام بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي في منزل الأخير. وكان العديد من الجزائريين قد وجهوا انتقادات لاذعة للرئيس تبون والنظام الجزائري، بشأن منح 100 مليون دولار لرئيس السلطة الفلسطينية، بدون العودة إلى البرلمان أو الاستشارة بشأن هذا القرار، خاصة أن الكثير من الجزائريين يعتبرون أبو مازن "خائنا" بدوره للقضية الفلسطينية، ومع هذه الزيارة ستزداد حدة الانتقادات لنظام تبون. وتجدر الإشارة أنه خلال زيارة بيني غانتس إلى المغرب، قامت الجزائر بالتنديد بهذه الزيارة إلى جانب حركة حماس، فهل تُندد الجزائر بزيارة عباس إلى إسرائيل مثلما فعلت حماس، أم ستلتزم الصمت؟