فاجأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المشاركين في مؤتمر رابطة حاخامات الدول الإسلامية الذي احتضنته إسطنبول، بنقلهم من هناك إلى قصره الجمهوري في أنقرة بواسطة طائرة رئاسية، للاجتماع بهم في خطوة لم تكن مبرمجة سلفا، حيث أعلن رغبته في إقامة علاقات جيدة مع إسرائيل وأبدى استعداده لبناء وترميم المعابد اليهودية في تركيا. وحل بتركيا رجال دين يهود مقيمون في العديد من الدول الإسلامية، من بينها المغرب، للمشاركة في الجلسة الافتتاحية للرابطة التي كان يُفترض أن يحتضنها فندق "كونراد" بإسطنبول أول أمس الخميس، غير أنهم فوجئوا بنقلهم عبر طائرة رئاسية للقاء أردوغان، قبل ساعات من بداية المؤتمر، وفق ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن الحاخام الأشكنازي الأكبر لتركيا ميندي تشيتريك. ووفق المصدر نفسه، فإن أردوغان ظل مجتمعا بالحاخامات لمدة ساعتين، واستمع "بلطف" لجميع المتدخلين، ووجه انتقادات شديدة اللهجة لمعاداة السامية وكراهية الإسلام، مجددا التأكيد على الموقف الرسمي لبلاده الذي يعتبر "إنكار الهولوكوست جريمة"، قبل أن يُعرب عن دعمه لبناء معابد يهودية وتجديد أخرى في تركيا وفي قبرص الشمالية. أردوغان يَستمع لرجال الدين والحاخامات إلى قصره وتطرق أردوغان أيضا إلى العلاقات التركية الإسرائيلية، مبرزا أنه "يُقدر الحوار الجديد" الذي يجمعه بالرئيس الإسرائيلي الحالي إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء نفتالي بينيت، الأمر الذي أكدته أيضا صحيفة "ديلي صباح" المقربة من الحكومة التركية، كما دعا الحاخامات إلى أن يكونوا "جزءا من الحل" في قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال الرئيس التركي "علينا جميعا أن نسعى جاهدين من أجل السلام في الشرق الأوسط"، وأضاف "لا نريد أن نرى أي صراعات في هذه الجغرافيا التي تضم الديانات الإبراهيمية الثلاث"، وأضاف أنه يعتقد أن بالإمكان الوصول إلى حل يعطي الأولوية لجميع الحساسيات الدينية الموجودة في القدس. ومنذ ابتعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، عن السلطة قبل 6 أشهر، أصبح خطاب أردوغان تجاه إسرائيل أكثر ليونة، وهو ما أكده أيضا خلال لقائه بالحاخامات، حيث أبرز أن العلاقات بين الدولتين "تتقدم في المجالات الاقتصادية والتجارية"، مشددا على أن العلاقات التركية الإسرائيلية مهمة جدا "لأمن واستقرار المنطقة"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء التركية "الأناضول".