فاز المنتخب الجزائري، عن جدارة بكأس العرب، لأول مرة في تاريخيه، حيث رفع "محاربي الصحراء" الكأس ومعها العلم الجزائريوالفلسطيني فرحا بأول لقب عربي لهم في هذه البطولة. وأكد مدرب الفريق، مجيد بوقرة في تصريحات صحفية أعقبت المباراة أنه "يهنئ كل مشجعي الجزائر، دون نسيان شعب غزةوفلسطين الذي أهدى الفوز لهم أيضاً". إهداء مُدرب المنتخب الجزائري البطولة للشعب الفلسطيني كان مرفوقا بكوفية فلسطينية يضعها على عنقه. ومنذ بداية البطولة العربية التي أقيمت في قطر تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) أصر لاعبو المنتخب الجزائري على رفع الأعلام الفلسطينية عند كل فوز يحققونه في البطولة، كما أصر مدرب المنتخب الجزائري على إهداء كل انتصار إلى الشعب الفلسطيني، وهو ما ذهب إليه أيضا السياسيون الجزائريون مثل عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الذي اعتبر في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "فوز منتخب الجزائر على المنتخب المغربي مهم لأن إهداء هذا الفوز سيكون للشعب الفلسطيني". الفوز على الفريق المغربي مهم لأننا أهديناه لفلسطين قضية العرب. والفوز على قطر ثمين لأنه يؤهلنا لنهائي #كأس_العرب. وشكرا لقطر على تنظيمها الرائع المشرف للعرب. مع مهزلة تحكيمية كادت تقضي على المنافسة الرائعة الجميلة. pic.twitter.com/JTOEsSyVjX — Abderrazak Makri عبد الرزاق مقري (@AbderrazakMAKRI) December 15, 2021 وحينما تلقى العديد من الانتقادات على هذه التغريدة التي "عجنت" الرياضة مع السياسية مع العقد التاريخية، عاد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم ليؤكد في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أن مشكلته مع "نظام المخزن المغربي لا مع الشعب المغربي!" وعمل النظام الجزائري بكل ما لديه من امكانيات إعلامية على توظيف كل ما هو رياضي ليخدم كل ما هو سياسي من خلال اللعب على "وجدان الشعب الجزائري" وارتباطه بالقضية الفلسطينية، حيث أصبح المنتخب الجزائري ومبارياته كلها مرتبطة بالعلم الفلسطيني والشعب الفلسطيني والفوز كل الفوز هو للشعب الفلسطيني مع رفع أعلام فلسطين قاعدة تابثة، مما جعل هذا "الإفراط الخشن" للقضية الفلسطينية لدى النظام الجزائري يَخلق جدلا وتساؤلات حتى عند الجزائريين أنفسهم. وهكذا، تم طرح العديد من الأسئلة عقب فوز المنتخب الجزائري ببطولة كأس العرب ورفع المنتخب الجزائري للعلم الفلسطيني عقب التتويج وتصريحات مدرب المنتخب الذي أهدى الفوز للشعب الفلسطيني، حيث طالب العديد من المعلقين بإهداء الخمسة ملايين دولار القيمة المالية للبطولة للشعب الفلسطيني بدل إهدائه تصريحات إعلامية عقب كل فوز. كما طالب البعض بإهداء فلسطين التحفيزات المالية التي سيحصل عليها اللاعبون والمدرب وخزينة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جراء المشاركة في كأس العرب عوض إهداء الشعب الفلسطيني صورا لرفع أعلام بلدهم ووضع كوفية على العنق. وإن كان النظام الجزائري له كل القناعة بتوظيف كل القضايا الإنسانية لتصريف رؤيته السياسية، كما هو الحال بجعل القضية الفلسطينية محركا عاطفيا للشعب الجزائري، فإن توظيف الرياضة لتمرير رسائله السياسية جعل الكثير من وسائل الإعلام العربية والدولية تلقي الضوء على هذا "التكلس" الذي يعاني منه النظام الجزائري الذي لم يقدم للقضية الفلسطينية طيلة 20 سنة سوى 100 مليون دولار "كوعد"، وهي القيمة المالية التي تقدمها دولة صغيرة مثل قطر في شهر واحد للفلسطينيين لدفع رواتب الموظفين الحكوميين!