علت أصوات التهليل والتشجيع في شوارع وأزقة المناطق الفلسطينية سواء في المدن الكبيرة أو في مخيمات اللاجئين مع كل هدف كان يحرزه المنتخب العربي الجزائري، في مباراته الكبيرة التي خاضها ضد كوريا الجنوبية في بطولة كأس العالم، رغم الأحداث التي تعيشها المناطق الفلسطينية من هجمات شرسة تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين، فيما أهدى مشجعون جزائريون فوز منتخب بلادهم على كوريا الجنوبية الأحد، بنتيجة 4-2 ضمن بطولة كأس العالم العشرين، المقامة حاليا في البرازيل، إلى الدول العربية التي تشهد نزاعات سياسية، تحول بعضها إلى أزمات عسكرية. وحضرت القضية الفلسطينية بقوة في الاحتفالات، حيث رفع العلم الفلسطيني بين الجماهير، فيما وجه آخرون التحية إلى مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وإلى الشعب السوري. وقال عابد عرفاوي، وهو مشجع جزائري إنه «ارتدى الكوفية الفلسطينية في المباراة، رامزا بها للقائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات»، مؤكدا أن «القضية الفلسطينية مرتبطة فيه حتى الدم، وأنه لا ينساها طالما هو على قيد الحياة». وأهدى عرفاوي الانتصار الجزائري إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، متمنيا له الأمن والأمان والعيش بكرامة، و»أن انتصار الجزائر هو انتصار للفلسطينيين وقضيتهم». كذلك توجه «بالدعاء للشعب السوري بانتهاء محنته وأزمته، وأن يكون الله في عونهم، طالما أنهم مسلمون وإخوة للجزائريين»، في دليل على ارتباط الأحداث السياسية بالرياضة لدى الشارع الجزائري. من ناحيته رفع المشجع الجزائري بوعلام العروسي، لافتة عليها شعار رابعة، والذي يرمز إلى أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، حيث فضت قوى الأمن المصرية الاعتصامات وخلفت مقتل المئات بحسب السلطات الحالية، فيما يؤكد الإخوان المسلمون مقتل الآلاف منهم. وشدد على أن «الجماهير الجزائرية تهدي الفوز إلى الشعب المصري الشقيق وخاصة الرئيس مرسي وأنصاره»، رافعا شعار رابعة من البرازيل في «تأييد لحكم الإخوان المسلمين السابق في مصر، وتعاطفا مع قياداته». وكان من بين أبرز الحاضرين للمباراة والمحتفلين الحاجة فلة، رافعة علم الجزائر، حيث تابعت المباراة، وأثنت على أداء المنتخب الجزائري، مؤكدة أنها «لم توفر دعاء إلا ودعت الله به، من أجل نصر المنتخب الجزائري في مباراته». أما في فلسطين وعلى مدار تسعين دقيقة عمر المباراة التي أقيمت في البرازيل تابع المشجعون هناك بشغف الفوز العربي الكبير للجزائر (ممثل العرب الوحيد) التي استطاعت أن تسجل أربعة أهداف في تلك المباراة، لتنعش آمالها وآمال المشجعين العرب في الوصول إلى دوري ال 16. ولم ينقطع المتابعون طوال فترة المباراة عن التهليل والتشجيع، فعلت الأصوات كثيرا بشكل غير إرادي مع كل هدف وهجمة قادها منتخب «محاربو الصحراء». وحتى عندما كانت رحى المباراة تدور في تلك المواجهة العربية، لم ينقطع المشجعون الفلسطينيون عن موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فمع كل هدف كانت تبرز تعليقات الفرح، ومع كل هجمة ولعب نظيف كان الدعاء بالتوفيق حتى صافرة النهاية. المشجعون في قطاع غزة ومنهم خالد حمد، اعتبروا الفوز الكروي الجزائري، نصرا بعد سلسلة هزائم عربية مدوية، كان يقصد بها «الهزائم السياسية»، خاصة وأن الفوز كان لدولة تعتبر من الدول الحليفة للولايات المتحدةالأمريكية التي لا يلاقي منتخبها أي تشجيع فلسطيني، بسبب سياساتها الداعمة لإسرائيل، وكانوا ينتظرون هزيمة لمنتخبها الذي تعادل في مباراة لاحقة مع منتخب البرتغال. وكتب أحد الشبان على موقع «فيس بوك»، وهو يشير إلى ذلك «ألف مبروك لكل العرب، فرحة بالدموع من وسط الآلام والجراح التي تعصف بالأمة». وكان العديد من مشجعي الكرة الفلسطينية الذين يرتادون كثيرا موقع «فيس بوك»، بدلوا مع انطلاق المونديال الكروي الكبير في بلد كرة القدم البرازيل، صورهم الشخصية، بوضع قميص منتخب الجزائر، وقد كتب عليه «جنسيتي فلسطينية لكنها في المونديال جزائرية». وانتقل المشجعون في تعليقاتهم بعد صافرة النهاية، من مفردات الأمنيات ببقاء الفوز، للدعاء بالفوز القادم على روسيا، الذي سيعبر من خلاله المنتخب العربي الجزائري للدور ال 16، كأول منتخب عربي يحقق هذا الانجاز، فكتب سامي طه على حسابه « كل التحية لمنتخبنا الجزائري… وفوز مستحق… ان شاء الله يكمل المشوار بالانتصار على روسيا».