في أول خطوة ألمانية تُجاه المغرب بعد تشكيل الحكومة الجديدة، أقدمت وزارة الخارجية، اليوم الإثنين، بنشر بلاغ حول العلاقات مع المغرب على الموقع الرسمي للوزارة التي تولتها أنالينا بايربوك، تشير فيه إلى طبيعة العلاقات التي تجمع البلدين، في إشارة واضحة إلى أن هذا الموقف الرسمي للحكومة الجديدة من العلاقات مع الرباط. وحسب البلاغ المنشور بتاريخ اليوم، قالت وزارة الخارجية بأن "المملكة المغربية تُعتبر حلقة وصل مهمة بين الشمال والجنوب سياسياً وثقافياً واقتصادياً" وأنها "الشريك المركزي للاتحاد الأوروبي وألمانيا في شمال إفريقيا"، مضيفة بأن ألمانيا تقيم علاقات ديبلوماسية مع المغرب منذ سنة 1956. وأشار البلاغ إلى الإصلاحات الواسعة التي قام بها المغرب في العقد الماضي، والأدوار التي لعبها لفائدة استقرار وتنمية المنطقة، مبرزة مثال دعم المغرب لعملية السلام في ليبيا. قبل أن ينتقل إلى الحديث عن دعم ألمانيا لمجهودات الأممالمتحدة لحل نزاع الصحراء تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المعين حديثا ستافان دي ميستورا. وأكدت ألمانيا في هذا السياق، أن دعمها للمبعوث الأممي يُتوخى منه تحقيق نتيجة سياسية عادلة ودائمة ومقبولة للطرفين، مشيدة بمساهمة المغرب في إيجاد حل للنزاع عن طريق مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها في سنة 2007. وأبرز بلاغ وزارة الخارجية الألمانية حول طبيعة العلاقات الثنائية المغربية الألمانية، العلاقات الاقتصادية والتجارية الكبيرة التي تجمع البلدين، حيث تحتل ألمانيا المركز السابع في الميزان التجاري المغربي، مشيرا إلى ألمانيا استوردت من المغرب سلعا بقيمة 1,4 مليار أورو في حين بلغت صادراتها نحو المغرب إلى 2,2 مليار أورو. وأشار البلاغ أيضا إلى المساهمات الألمانية المقدمة للمغرب في إطار التعاون والتحديث الذي تقوم به المملكة المغربية في مجالات التنمية الاقتصادية المستدامة والتوظيف والطاقات المتجددة وإدارة المياه، وغيرها من المبادرات الثنائية التي يتم التعاون فيها بين الرباط وبرلين. وتميزت نبرة البلاغ الألماني بالديبلوماسية التي تحمل في طياتها إشارات إلى مساعي لحل الأزمة الديبلوماسية مع الرباط التي لازالت مستمرة منذ شهور، بعدما أعلن المغرب قطع جميع علاقاته مع السفارة الألمانية بالرباط والمؤسسات الألمانية العاملة داخل التراب المغربي. ويُنتظر أن تقدم وزارة الخارجية الألمانية في وقت قريب على خطوة أخرى أكثر وضوحا بشأن العلاقات مع المغرب، خاصة بعد تشكيل الحكومة الجديدة وانتهاء فترة ميركيل التي تميزت فيها العلاقات مع الرباط في المرحلة الأخيرة من حكمها بتشنج العلاقات الثنائية، خاصة المواقف الألمانية التي تتعارض مع القضايا الأساسية للمغرب، مثل قضية الصحراء.