ألمانيا تريد طي صفحة الخلاف مع المغرب. وأظهرت رغبتها في ذلك من خلال الموقف الذي عبرت عنه بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. حكومة برلين أبدت دعمها المبادرة المغربية للحكم الذاتي لتسوية النزاع المصطنع، من خلال تأكيدها بأن المملكة قدمت مساهمة مهمة لحل الخلاف. وجاء التعبير عن هذا الموقف من قبل وزارة الخارجية الألمانية، وذلك على موقعا الرسمي وفق "كود"، مضيفة، في هذا الصدد، "تعمل الأممالمتحدة تحت إشراف المبعوث الشخصي المعين حديثا للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، لإيجاد حل لقضية الصحراء. وقد ظل موقف الحكومة الفيدرالية من هذا الملف دون تغيير لعقود من الزمن". وذكر بأنها تبدي دعمها للمبعوث الشخصي في سعيه لتحقيق حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم "2602" (2021). وأوضحت أن المملكة المغربية تعتبر حلقة وصل مهمة بين الشمال والجنوب على الصعيدين السياسي والثقافي والاقتصادي، واصفة إياها بشريك رئيسي للاتحاد الأوروبي وألمانيا في شمال إفريقيا، كما ذكرت أن ألمانيا والمغرب تقيمان علاقات دبلوماسية منذ عام 1956. وأشارت إلى أن المغرب أطلق إصلاحات واسعة النطاق خلال العقد الماضي، مبرزة بأنه يلعب دورا مهما في الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.. ويتجلى هذا في التزامه الدبلوماسي بعملية السلام الليبية. وشددت الخارجية على أن ألمانيا تدعم المغرب في مسار التحديث، وهي واحدة من أكبر المانحين الثنائيين مع التزام إجمالي يقارب 1.2 مليار أورو في عام 2020. وأكدت أن التعاون الإنمائي الألماني – المغربي يركز على مجالات التنمية الاقتصادية المستدامة والتوظيف والطاقات المتجددة وإدارة المياه. وأضافت أن المغرب جزء من مبادرة مجموعة العشرين "الميثاق مع إفريقيا" لتحسين الظروف الإطارية للاستثمار الخاص. ولهذه الغاية، تؤكد، اتفق البلدان على شراكة إصلاحية ألمانية – مغربية في نهاية نونبر 2019. وفي 2020، دعمت ألمانيا المغرب ببرنامج مساعدات طارئة مكثف لمواجهة أزمة كورونا. وذكر أن هناك علاقات اقتصادية وتجارية كبيرة بين البلدين، مشيرا إلى أن ألمانيا احتلت المركز السابع في الميزان التجاري المغربي لعام 2019. وفي السنة نفسها، تضيف الوزارة، استوردت ألمانيا بضائع بقيمة 1.4 مليار أورو من المغرب، في حين جرى تصدير بضائع بقيمة 2.2 مليار أورو. وعرجت في استعرضها على مستوى هذه العلاقات على القطاع السياحي كذلك، إذ أكدت أن المغرب وجهة سفر شهيرة، إذ قصدها حوالي 6 في المائة من السياح الأجانب من ألمانيا في عام 2019.