ذهبت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أيليت شاكيد، في الاتجاه المعاكس للتصريحات الصادرة عن رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ديفيد فوفرين، الشهر الماضي، والتي قال فيها إن العلاقات المغربية الإسرائيلية منفصلة عن الموقف الأمريكي من قضية الصحراء، حيث أكدت الوزيرة أن المضي قدما في اتفاقيات التطبيع بين الدول العبرية والدول العربية تحتاج من البيت الأبيض تقديم "حوافز" للدول المعنية، مبرزة أن هذا ما جرى عند إعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية. وقالت شاكيد في تصريحات نشرتها أمس الجمعة صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عقب رحلتها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، إن توسيع دائرة تلك الاتفاقيات لتشمل حكومات عربية أخرى يتطلب قيام واشنطن بتحفيز الدول المرشحة، موردة أن الإدارة الأمريكية هي "المسؤول الرئيس" عن دفع تلك البلدان للاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات معها، موردة "في النهاية ستحتاج هذه الدول للحصول على أشياء من الأمريكيين وليس منا". وقالت المسؤولة الحكومية الإسرائيلية إنها ناقشت مع السفير الإماراتيبواشنطن، يوسف العتيبة، موضوع الاتفاقيات التي تُطلق عليها إسرائيل اسم "أبرهام"، واتفق الاثنان على ضرورة تعزيز تلك التي جرى توقيعها مع الإمارات والبحرين والمغرب، وعلى أهمية الدعم الأمريكي في الوصول إلى اتفاقيات جديدة، وقالت شاكيد "هناك الكثير من الإمكانات، لكن الأمر يعتمد على تأثير إدارة الرئيس بايدن". وفي إشارة إلى الاتفاقات التي وُقعت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي أصدر مرسوما رئاسيا يعترف فيه بالسيادة المغربية على كامل تراب الأقاليم الصحراوية تزامنا مع إعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، أوردت شاكيد "في النهاية هذه الدول تصنع السلام ليس فقط لأن لديها مصلحة في صنعه مع إسرائيل، ولكن أيضا لأن لديها مصلحة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية". وتعد هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها تصريحات بهذا الوضوح بخصوص اتفاقيات التطبيع من عضو في الحكومة الإسرائيلية، وتأتي لتُكذب ضمنيا ما صدر عن دافيد غوفرين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، الذي يحمل حاليا صفة سفير رغم عدم موافقة المغرب على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، والذي سبق أن رفض الربط بين قرار عودة العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسرائيلية والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. وقال غوفرين لوكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إيفي" في حوار نُشر بتاريخ 24 أكتوبر 2021، إن العلاقات المغربية الإسرائيلية لا ترتبط بالموقف الأمريكي من قضية الصحراء، لكونها "مستقلة ولها جذور تاريخية وثقافية واجتماعية"، وذلك رغم أن إعلان ترامب عن الأمرين جاء متزامنا، كما أن الاتفاق الدبلوماسي الموقع في دجنبر من العام الماضي كان ثلاثيا ووقعه أيضا جاريد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق.