يبدو أن الرواية الرسمية للجزائر التي تتحدث عن مقتل 3 من رعاياها في الصحراء بين ورقلة ونواكشوط دون تحديد مكان وقوع الحادث، بدأت تتهاوى في ظل ظهور معطيات كثيرة، تجعل النظام الجزائري هو المسؤول الأول "أخلاقيا" وراء مقتل 3 من المواطنين الجزائريين في منطقة كان يجدر به أن يحذر رعاياه من الاقتراب منها. وفي آخر مستجدات هذه القضية، هو ما صرح به ما يُسمى بالسفير الصحراوي في الجزائر، عبد القادر طالب عمر، الذي قال بأن حادثة استهداف الشاحنتين الجزائريتين وقعت بمنطقة بئر لحلو التي تدخل في نطاق الأراضي الصحراوية التي يطالب بها المغرب، في حين يصفها سفير "البوليساريو" بأنها أراض محررة من طرف الجبهة التي ينتمي إليها. وقال عبد القادر طالب عمر، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الناطقة باسم جبهة "البوليساريو" اليوم الأربعاء، فإن المنطقة التي عرفت حادثة الشاحنتين الجزائريتين بمنطقة بئر لحلو، تضطر الشاحنات للانحراف إليها بسبب صعوبة الطريق، في إشارة إلى الطريق الرابطة بين الجزائر وموريتانيا، وهو ما يُعد بمثابة اعتراف أن الشاحنتين الجزائريتين خرجتا من الحدود الجزائرية والحدود الموريتانية نحو الأراضي الصحراوية المغربية، فتلى ذلك وقوع الحادث الذي لازالت تفاصيله لم تتضح كليا بعد. وبالرغم من أن سفير "البوليساريو" حاول تبيان أن الحادث وقع في الأراضي التي يدعي أنها تابعة لجبهة "البوليساريو"، إلا أن النظام الجزائري يُدرك أن المغرب لا يعترف بالجبهة ولا بوجود أراض صحراوية تابعة لها، فكل الأراضي الصحراوية التي تقع بالقرب من الحدود الجزائرية والموريتانية هي حدود يعتبرها المغرب حدوده الرسمية، وقضية النزاع مع "البوليساريو" هي مسألة وقت فقط. كما أن المنطقة التي وقع فيها الحادث، حسب العديد من المهتمين بالنزاع في الصحراء، هي منطقة مفتوحة على كل الاحتمالات الحربية، وبالتالي فإن دخول شاحنات جزائرية إلى هذه المنطقة يُعتبر عملا محفوف المخاطر، ويتحمل النظام الجزائري مسؤولية عدم تحذيره لمواطنيه من الاقتراب من مناطق النزاع في الصحراء. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسبانيا، حذرتا الطائرات المدنية التابعة لها، من التحليق فوق هذه المناطق، تفاديا لتعرضها للقصف عن طريق الخطأ في ظل أعمال قصف تحدث بين الحين والأخر بين القوات المغربية، وجبهة "البوليساريو". هذا ويجدر الذكر أن النظام الجزائري أعلن أنه سيقوم بفتح تحقيق في هذه الحادثة لمعرفة تفاصيلها، لكنه في المقابل، وبالرغم عدم اتضاح حقيقة الحادث بشكل كامل، وجه اتهاما مباشرا للقوات المغربية، حيث اتهمها بقصف الشاحنتين الجزائرية بسلاح متطور، في إشارة إلى طائرة بدون طيار، وتوع بأن "الحادث لن يمر بدون عقاب". من جانبها، فإن الرباط لم تصدر أي بلاغ أو بيان رسمي حول الحادثة، ونقلت وسائل الإعلام الوطنية المغربية تصريحا عن مسؤول رفيع المستوى لم يتم تحديد إسمه أو منصبه، قال بأن الحادث نتج عن لغم أرضي ونفى أي قصف مغربي.