بعد أن فشلت في تغيير مضامين قرار مجلس الأمن رقم 2602 الخاص بالصحراء، رغم دعمها من طرف روسيا، وتونس، خرجت الجزائر لتؤكد عبر بلاغ لوزارة خارجيتها عن "عميق أسفها" للقرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول تجديد ولاية بعثة الأممالمتحدة "مينورسو" في الصحراء، مؤكدة أنه "يفتقر الى المسؤولية والتبصر". وفي الوقت الذي ضغطت الجزائر كثيرا من خلال روسيا وتونس لتغيير مضامين القرار وإلغاء الموائد المستديرة التي يُطالب من خلالها مجلس الأمن بحضور الجزائر إلى النقاشات السياسية لحل قضية الصحراء، وجدت الأخيرة نفسها أمام الأمر الواقع الذي أكد دعم أغلبية دول مجلس الأمن بما فيهم دائمي العضوية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا والصين للقرار الذي دعا الجزائر كمعنية بالصراع في الصحراء، إلى الجلوس على طاولة المفاوضات السياسية لإيجاد حل لهذه القضية التي عمّرت ما يزيد عن نصف قرن. وبعد كل الضغوط التي مارستها الجزائر على أعضاء مجلس الأمن من خلال روسيا العضو الدائم العضوية، وتونس العضو الغير الدائم العضوية، وجدت الأخير نفسها أمام "فشل ديبلوماسي" أفرزه عدم تغيير مضامين قرار مجلس الأمن رقم 2602، وهو ما عبّر عنه بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية، صباح اليوم، الأحد، الذي أكد أن الجزائر تعرب عقب اعتماد مجلس الأمن للأمم المتحدة للقرار رقم 2602 (2021) الذي يجدد بموجبه ولاية بعثة المينورسو"عن عميق أسفها إزاء "النهج غير المتوازن كليا المكرس في هذا النص الذي يفتقر بشدة إلى المسؤولية والتبصر جراء الضغوط المؤسفة الممارسة من قبل بعض الأعضاء المؤثرين في المجلس". وبدا بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية فيه الكثير من لغة التهديد لمجلس الأمن حينما حذر من أن "أي مسعى يتجاهل حق تقرير المصير والاستقلال للشعب الصحراوي سيكون ظالما وخطيرا وسيفضي حتميا إلى نتائج عكسية، فضلا عن أنه سيؤدي لا محالة إلى زيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة". وهي اللغة التي استعملتها الجزائر طيلة الشهور الماضية، وعبّرت عنها جبهة البوليساريو الانفصالية من خلال أزيد من 200 بلاغ تتحدث من خلاله عن "حرب افتراضية توجد على طول الجدار الأمني للصحراء"، وهو ما لم يأت على ذكره تقرير مجلس الأمن وبعثة "المينورسو" في الصحراء. هذا، ووصف بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية، المغرب ب" البلد المحتل" الذي قد تشجعه مثل هذه القرارت المتحيزة على المواقف الابتزازية". وهو نفس الخطاب الذي اعتاد النظام الجزائري تصريفه اتجاه المغرب منذ أن حسم الجيش المغربي معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا وألغى المنطقة العازلة التي أصبحت منطقة عسكرية بشكل كلي يغطيها الجيش المغربي بطائرات الدرون والردادات وأصبح يستحيل على عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية دخولها أو الاقتراب من الجدار الأمني.