تترقب الجارة الإسبانية ما ستُسفر عنه نتائج الاستحقاقات الانتخابية في المغرب، والمقررة في 8 شتنبر، وهي الانتخابات التي ستؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة بعد مرور 5 سنوات على فترة حكومة العثماني، من أجل بدء مرحلة جديدة بين البلدين عقب انتهاء الخلاف الديبلوماسي الذي أشعله زعيم البوليساريو إبراهيم غالي. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "لاراثون" الإسبانية، نقلا عن مصادر مقربة من حكومة سانشيز، أن من بين أسباب عدم عودة سفيرة المغرب لدى مدريد، كريمة بنيعيش إلى منصبها في إسبانيا إلى حدود الساعة، بالرغم من حدوث انفراج في الأزمة الديبلوماسية، هو الانتخابات. وقالت ذات المصادر، أن المغرب يشهد حاليا الحملات الانتخابية استعدادا لاقتراع 8 شتنبر، وبالتالي فإن قرار عودة السفيرة إلى مدريد، عادة ما يتم تأجيله في مثل هذه الأوقات، إلى حين تشكيل حكومة جديدة واتخاذ قرارات جديدة بشأن العلاقات الدولية، وبالتالي فإن عودة السفيرة المغربية إلى مدريد من المرتقب أن يكون بعد الانتخابات المقررة في هذا الشهر. ويسري هذا الكلام، وفق المصادر الديبلوماسية التي تحدث مع صحيفة "لاراثون" على الحكومة الإسبانية التي يقودها بيدرو سانشيز، التي تترقب انتهاء الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة في المغرب وإعلان رئيسها، من أجل بدء مشاورات تعزيز العلاقات وبدء "المرحلة الجديدة" التي أعلن عنها الملك محمد السادس وأكد عليها بيدرو سانشيز ووزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس. ويُتوقع أنه بعد تشكيل الحكومة الجديدة في المغرب، أن يقوم وزير الخارجية الإسباني بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية كأول زيارة بعد الأزمة الديبلوماسية بين الرباطومدريد التي اندلعت في أبريل الماضي وانتهت في أواخر غشت خلال خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب. كما أشارت عدد من التقارير الإعلامية الإسبانية، إلى احتمالية أن يقوم رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بترأس وفد حكومي إسباني لزيارة المغرب لعقد الاجتماع الرفيع المستوى بين البلدين الذي تأجيل منذ أواخر سنة 2020. وكانت الأزمة الديبلوماسية التي اندلعت بين المغرب وإسبانيا، السبب فيها زعيم الجبهة الانفصالية "البوليساريو" المدعو إبراهيم غالي، الذي أدخلته الجزائر إلى التراب الإسباني سرا من أجل تلقي العلاج من إصابته بفيروس كورونا بتنسيق مع مدريد، لكن عملية الإدخال اكتُشفت عبر الإعلام، لتندلع بعد ذلك الأزمة مع الرباط التي أعربت عن غضبها من اقدام إسبانيا على استقبال إبراهيم غالي، حيث اعتبرت أن هذه الخطوة ضرب لعلاقات حسن الجوار. وتسببت هذه الأزمة في الإطاحة بوزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليز لايا، التي تُعتبر هي السبب في الأزمة والتي أعطت الضوء الأخضر لدخول غالي إلى إسبانيا، قبل أن يتم إعفائها من منصبها في التعديل الحكومي الذي قام به سانشيز في يوليوز الماضي وتم تعويضها بخوسي مانويل ألباريس.