كشفت التحقيقات الاستقصائية التي نسقتها مؤسسة "فوربيدن ستوريز" ونُشرت عبر 17 مؤسسة إعلامية عبر العالم، والمتعلقة باستخدام مجموعة من دول العالم لبرنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"، أن المغرب استطاع اختراق هواتف العديد من المسؤولين رفيعي المستوى في الجزائروفرنسا، أبرزهم 3 وزراء خارجية جزائريون من بينهم الوزير الحالي رمضان العمامرة وسلفه صبري بوقدوم، إلى جانب رئيس هيئة الأركان للقوات المسلح الجزائرية الجنرال السعيد شنقريحة. وأوردت حلقة جديدة من سلسلة التحقيقات الاستقصائية، التي نشرتها اليوم الثلاثاء صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن النسخة التي اقتناها المغرب من برنامج التجسس الذي أنتجته شركة NSO الإسرائيلية، استهدف هاتف عبد القادر مساهل، وزير الخارجية الجزائري ما بين 2017 و2019، ورمطان العمامرة الذي خلفه في المنصب سنة 2019 قبل أن يعود إليه مرة أخرى قبل أيام، بالإضافة إلى صبري بوقادوم الذي أُبعد عن الوزارة مؤخرا. وكشفت "لوموند" أن المغرب استهدف أيضا، خلال الفترة ما بين 2017 و2019، الخط الهاتفي لمسؤولين عسكريين ومخابراتيين ودبلوماسيين جزائريين، أبرزهم الجنرال السعيد شنقريحة، الرئيس الحالي لأركان الجيش، إلى جانب الجنرال البشير طرطاق والجنرال بوعزة واسيني والجنرال علي بن داود، الذين كانوا على رأس إدارة الاستخبارات والأمن، كما اخترق برنامج التجسس هاتف سفير الجزائر في فرنسا، عبد القادر مسدوة. ووفق ما ورد في التحقيق الاستقصائي، فإن المغرب تجسس على مسؤولين جزائريين آخرين عبر هواتف مقربين منهم، وأبرزهم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، والذي استهدف البرنامج 3 من أشقائه أبرزهم السعيد بوتفليقة، الذي كان مرشحا لخلافته في رئاسة الجمهورية، ورئيس الأركان الراحل، أحمد قايد صالح، الذي استُهدف هاتف ابنه مراد وهاتف مساعده قرميط بونويرة، الذي كان قد فر من البلاد عقب وفاته، قبل أن تسلمه تركيا للجزائر، بالإضافة إلى استهداف هاتف ابن الجنرال خالد نزار، رئيس أركان الجيش إبان "العشرية السوداء". أما بخصوص المسؤولين الفرنسيين، فقالت "لوموند" إن الرباط استهدفت هاتف سفير باريس السابق في الجزائر كزافيي ديريانكور، كما كشفت، في حلقة أخرى من سلسلة التحقيقات الاستقصائية، أن المغرب استهدف هاتف فيليب بويسو عمدة بلدية "إيفري سور سين" الباريسية، التي تعد معقلا لداعمي انفصاليي "البوليساريو" وللحزب الشيوعي الفرنسي، وهو الأمر الذي اكتشفته منظمة العفو الدولية يوم 6 يوليوز الجاري بعد أسبوع واحد من مناقشة مجلس المدينة توجيه منحة مالية للجبهة تحت بند دعم تعليم الأطفال الصحراويين.