تُعد حكومة سبتةالمحتلة بقيادة خوان فيفاس، مقترحا استراتيجيا يتضمن مخططا يهدف إلى الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها المدينة، والتي فُرضت عليها بشكل أكبر من طرف الإجراءات التي اتخذها المغرب، كإيقاف التهريب المعيشي وإغلاق معبر تراخال، إضافة إلى تداعيات فيروس كورونا المستجد. ووفق صحيفة "إلفارو دي سوتا" المحلية، فإن هذا المخطط الاستراتيجي يتركز على 5 محاور أساسية، سيتم عرضها في الجمعية العامة (البرلمان المحلي لسبتة) من أجل التصويت والمصادقة عليه من طرف كافة الأطياف السياسية بالمدينة، قبل تقديمه إلى الحكومة المركزية بمدريد للتأشير عليه أو تعديله. وأضاف المصدر ذاته، أن المحور الأول لهذا المقترح الاستراتيجي يُركز على الأمن الحدودي لسبتة، بوضع الحدود في يد المصالح الأمنية المتخصصة لضبط عملية العبور، والمحور الثاني تعزيز موقع سبتة داخل الاتحاد الأوروبي كعضو فاعل، والمحور الثالث العمل على تحسين البنية التحتية لسبتة في مختلف المجالات والخدمات كالسكن والصحة والتعليم وغيرها، والمحور الرابع إنجاز نموذج اقتصادي صلب لا يتأثر بالعوامل الخارجية، في حين أن المحور الخامس يُركز على خلق فرص الشغل بالمدينة. وقالت الصحيفة المذكورة، أن هذا المخطط الاستراتيجي الذي لازال الآن في طور الانجاز التعديل بمقترحات كافة الأطراف السياسية، يحمل شعارا بارزا، وهو "المزيد من إسبانيا وأوروبا"، بمعنى تحويل الاعتماد الأكبر لمدينة سبتة على إسبانيا والاتحاد الأوروبي، بدل الاعتماد الكبير على المغرب مثلما كانت على مدى عقود طويلة. وأضاف المصدر ذاته، أن الأزمة الأخيرة بين المغرب وإسبانيا، وخاصة ما حدث في ماي الماضي من تدفقات كبيرة للمهاجرين والقاصرين على مدينة سبتة، دفعت بالطبقة السياسية في سبتة إلى التسريع من وتيرة إنجاز مخطط استراتيجي للخروج من الحصار الذي تواجهه المدينة من طرف المغرب، بتنسيق مع مليلية أيضا. ويتجلى الحصار المغربي، وفق ذات المصدر، في الاجراءات العديدة التي بدأ المغرب في اتخاذها منذ سنة 2018، كتقييد حركة العبور، وإغلاق معبر تراخال بين الحين والآخر، وإنهاء التهريب المعيشي، ثم إيقاف امداد المدينة بالموارد والمنتجات، كالسمك والخضروات والفواكه وغيرها، ثم الإغلاق التام لمعبر تراخال، مما أثر سلبا على الحركية الاقتصادية والتجارية على سبتة. وزاد ظهور وباء فيروس كورونا المستجد في رفع حدة الأزمة الاقتصادية على المدينة، مما فرض عليها البحث عن بدائل وسبل جديدة للخروج من عنق الزجاجة، خاصة أن الأزمة الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا مؤخرا كشفت صعوبة عودة العلاقات بين الطرفين مثلما كانت عليه في السابق. هذا وبالرغم من أن المخطط الجديد لسبتة يهدف إلى توجيه الاعتماد الأكبر إلى إسبانيا وأوروبا، إلا أن الاطراف السياسية في سبتة، وعلى رأسها رئيس الحكومة المحلية، أكد على ضرورة تحسين العلاقات مع المغرب، وإنشاء منطقة صناعية اقتصادية مشتركة على الحدود، مع الاحترام المتبادل بين الطرفين.