كشف بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي الإسبانية، الصادر اليوم الاثنين، أن العلاقة مع المغرب كانت من بين المواضيع المطروحة للنقاش على طاولة لقاء كاتب الدولة الإسباني المكلف بالاتحاد الأوروبي، خوان غونزاليس باربا، ونظيره الألماني مايكل روث، وهو الاجتماع الذي يأتي في وقت قررت فيه الرباط استدعاء سفيريها من مدريدوبرلين على خلفية أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع العاصمتين الأوروبيتين. وأكد بلاغ الخارجية الإسبانية، بشكل ضمني، أن الاجتماع الذي احتضنته "بالما دي مايوركا" في جزر البليار، تطرق إلى الأزمة الدبلوماسية التي تعيشها علاقة إسبانيا وألمانيا مع المغرب، إذ أورد أن غونزاليس باربا وروث ناقشا "المفاوضات الأوروبية بخصوص الهجرة واللجوء ووضع الجوار الجنوبي"، وهو ما يحمل إشارات مباشرة للرباط في سياق الرفض المغربي لقرار البرلمان الأوروبي الداعم لمدريد في قضية أزمة الهجرة التي شهدتها سبتة الشهر الماضي. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من تأكيد المغرب استمرار في موقفه بخصوص إسبانيا وألمانيا، عندما قامت لجنة النموذج التنموي الجديد باستدعاء جميع السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين في الرباط إلى لقاء لعرض خلاصات التقرير المُسَلم مؤخرا إلى الملك محمد السادس، لكنهم استثنوا من قائمة المستدعين سفير ألماني غوتز شميدت بريم، وسفير إسبانيا ريكاردو دييز هوشليتنير، فيما لا تزال السفيرتان زهور العلوي وكريمة بن يعيش خارج برلينومدريد تواليا بعد استدعائهما من طرف وزارة الخارجية المغربية للتشاور. وقرر المغرب قطع علاقاته مع ألمانيا في ماي الماضي، ثم في الشهر نفسه بدأت أزمته الدبلوماسية مع إسبانيا، والعامل المشترك بين الملفين هو غضب الرباط من تعامل البلدين مع قضية الصحراء، إذ اتهم برلين باتخاذ موقف عدائي من الوحدة الترابية للمملكة، ثم كشر عن غضبه تجاه مدريد بعد إدخالها زعيم جبهة "البوليساريو" للعلاج على أراضيها بشكل سري وبهوية مزورة بسبب ملاحقته قضائيا.