تأكد اليوم الأربعاء غياب التمثيل المغربي في مؤتمر برلين الثاني حول الأزمة الليبية، حيث لم يحضر وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ضمن وزراء خارجيات عدد من الدول التي وجهت ألمانيا لها دعوة المشاركة في هذا المؤتمر الدولي الذي انطلق منذ ساعات. ووجهت ألمانيا دعوة رسمية للمغرب للمشاركة في هذا المؤتمر، وكان العلم المغربي ضمن أعلام البلدان المدعوة للمؤتمر، كالولاياتالمتحدةالامريكية، وروسيا وتونس ومصر وسويسرا وهولندا، وغيرها من البلدان الأخرى المعنية بالأزمة في ليبيا. ويبدو أن المغرب رفض المشاركة في هذا المؤتمر التي تحتضنه العاصمة الألمانية، كتأكيد على استمرار الأزمة الديبلوماسية مع ألمانيا، ورفض المغرب التنازل عن تصعيده ضد برلين، بسبب ما وصفته وزارة الخارجية المغربية في بلاغ سابق، بالمواقف الألمانية العدائية التي تتعارض مع المصالح المغربية، ومن أهمها قضية الصحراء. وكانت تقارير دولية قد ذكرت يوم أمس الثلاثاء، بأن المغرب سيكون من الوفود المشاركة في هذا المؤتمر الثاني من نوعه يتناول الأوضاع في ليبيا، بدعوة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن انطلاق المؤتمر قبل ساعات من الآن كشف غياب المملكة المغربية، وبالتالي إشارة على أن الأزمة بين البلدين لم تصل إلى انفراج. وكانت وزارة الخارجية المغربية، قد أعلنت أن سبب هذه الخطوة تجاه ألمانيا، تأتي لثلاثة أسباب، أولها يأتي لما سجلته ألمانيا من مواقف سلبية بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأميركي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفا خطيراً لم يتم تفسيره لحد الآن. وأضاف بلاغ للخارجية أن السبب الثاني يأتي لكون أن السلطات الألمانية تشارك في مقاضاة أحد المدانين السابقين بارتكاب أعمال إرهابية، بما في ذلك كشفها عن المعلومات الحساسة التي قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية، بينما السبب الثالث يتعلق بما وصفه البلاغ محاربة ألمانيا بشكل مستمر وبلا هوادة الدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديدا دور المغرب في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة من دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين. وتأسيسا على ما سبق، وبسبب هذا العداء المستمر وغير المقبول، قررت المملكة المغربية، استدعاء سفيرة المغرب، لدى برلين للتشاور، ولازالت السفيرة المغربية لم تعد إلى ألمانيا إلى حدود الساعة، ما يعني أن الأزمة مستمرة بين الطرفين. جدير بالذكر أن المؤتمر الثاني لبرلين حول ليبيا يأتي لتأكيد النتائج المحققة في المؤتمر الأول، والتي تركز على استمرار وقف إطلاق النار، والدفع بمسلسل المصالحة وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في ليبيا من أجل خروج البلاد من أزمتها الممتدة لعدة سنوات بعد الربيع العربي.