لا زال الغموض يكتنف مسار الأزمة الأسوأ من نوعها بين الرباطومدريد منذ 19 سنة، والناتجة عن دخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي إلى إسبانيا بجواز سفر دبلوماسي جزائري يحمل هوية مزورة، ففي الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز رغبة بلاده في الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب، كانت طائرة تابعة للجيش الجزائري تحط بقاعدة "توريخون دي أردوث" العسكرية في العاصمة الإسبانية. وحلت طائرة من نزع "سوبر كينغ إير بي 350" بمدريد يوم أول أمس الاثنين، وحينها ساد الاعتقاد أنها ستحمل زعيم جبهة "البوليساريو" من إسبانيا صوب الجزائر، في ظل حديث عدة مصادر عن كونها الطائرة نفسها التي استخدمت في نقل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال رحلة علاجه في ألمانيا، خاصة عقب زعم سالم لبصير، الذي يوصف ب"اليد اليمنى" لغالي، بأن هذا الأخير سيغادر مستشفى "سان بيدرو" في لوغرونيو فور تماثله للشفاء ودون أن يقف أمام المحكمة. غير أن وزارة الدفاع الإسبانية سارعت إلى نفي ذلك بتسريبها معطيات لوسائل الإعلام تؤكد أن الأمر لا علاقة له بنقل زعيم "البوليساريو"، واتفقت عدة مقالات نشرتها صحف إسبانية على أن الأمر يتعلق بزيارة مبرمجة سلفا لوفد عسكري جزائري رفيع المستوى والذي عقد عدة اجتماعات مع هيئة أركان الدفاع الإسبانية ومع قادة عسكريين كبار في القوات المسلحة، مبرزة أن الطائرة عادت في اليوم نفسه إلى الجزائر. غير أن وزارة الدفاع الإسبانية لم تكشف أي تفاصيل عن هذا الاجتماع وهو التكتم الذي لجأت إليه أيضا نظيرتها الجزائرية، الأمر الذي يؤكد الطابع السري لهذه الزيارة التي تزامنت مع تفاقم الأزمة مع المغرب، خاصة بعد دخول عدد قياسي من المهاجرين غير النظاميين إلى مدينة سبتة يوم باحة من إقليمالمضيق – الفنيدق 17 ماي 2021 عن طريق السباحة، الأمر الذي دفع حينها الحكومة الإسبانية للاستعانة بالجيش على الحدود. ويوم أمس الثلاثاء أبلغت المحكمة العليا في مدريد زعيم البوليساريو، في المستشفى الذي يعالج به، بضرورة مثوله أمامها لمواجهة تهم تتعلق بالتعذيب والإبادة الجماعية والاعتقال غير القانوني والإخفاء القسري، وذلك يوم فاتح يونيو 2021 مطالبة إياه بتوكيل محامٍ، كما منحته إمكانية المثول أمامها "عن بعد" عبر اتصال بواسطة الفيديو في حال ما لم يسمح له وضعه الصحي بالتنقل إلى العاصمة.