لم تتقبل العديد من وسائل الإعلام الإسبانية، ما يحصل في مدينة سبتة، ورد الفعل المغربي بعد أن أقدمت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، استدعاء السفيرة المغربية في مدريد، بعد وصول أزيد من 7000 آلاف مهاجر إلى المدينةالمحتلة، حيث رفض المغرب هذا الاستدعاء ودعا سفيرته للعودة إلى الرباط من أجل "التشاور". قبل ذلك، كانت السفيرة المغربية، قد أكدت في تصريح أدلت به لوكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" تعليقا على "أحداث سبتة" أن "هناك أفعال لها عواقب، ويجب تحمل تبعاتها"، في إشارة لاستضافة إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية وقبولها دخوله بجواز سفر جزائري مزور وإسم مستعار، وهو ما اعتبره المغرب "عملا عدائيا". هذا السقف العالي من التصريحات المغربية، لم تتعوده الطبقة السياسية في مدريد كما أنه فاجأ الإعلام الإسباني على ما يبدو حيث اعتبرت صحيفة ABC الإسبانية المحسوبة على اليمين في مقال مطول لها اتصال وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، زوال اليوم، مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، والحديث عن دور المغرب الرئيسي في استقرار المنطقة (وصفته) ب"الوقاحة الديبلوماسية". وانتقدت الصحيفة الإسبانية دعم الولاياتالمتحدة للمغرب في خضم الأزمة الديبلوماسية التي تعيشها مدريد مع الرباط، وهو ما اعتبرته الصحيفة بأنه "وقاحة ديبلوماسية" من إدارة بايدن، خصوصا وأن الأخير لم يتصل قط برئيس الحكومة الإسبانية منذ توليه الرئاسة خلفا لدونالد ترامب. واعتبرت ABC أن حديث وزير الخارجية الأمريكي عن دور المغرب الرئيسي في الاستقرار بالمنطقة، وبأنه "شريك رئيسي" للإدارة الأمريكية، يعكس البرود الكبير الذي تتصرف به واشنطن مع الحكومة الإسبانية الحالية في ذروة الأزمة مع الرباط، ومع انتشار الجيش الإسباني على كامل حدود سبتة بعد وصول آلاف المهاجرين بشكل غير مسبوق إلى المدينة. وأشارت الصحيفة أن اتصال وزير الخارجية الأمريكي مرتين بوزير الخارجية المغربي يجعل إدارة بادين تسير في نفس اتجاه دعم ترامب للمملكة في قضية الصحراء، وهو ما اعتبرته ABC تحدٍ لإسبانيا وللاتحاد الأوروبي، هذا في الوقت لم يسبق للرئيس الأمريكي الاتصال برئيس الحكومة الإسبانية، متدرعا بأجنداته الداخلية المكثفة".