تطرقت صحيفة "الموندو" الإسبانية، اليوم الثلاثاء، للمحادثات الهاتفية، التي جمعت وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية ، أنتوني بلينكين، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، ناصر بوريطة، والتي تمحورت حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتساءلت الصحيفة الإسبانية، في تقرير لها، عن خلفيات غياب التطورات التي تشهدها مدينة سبتةالمحتلة، عن صلت المحادثات الوزير الخارجية الأمريكي، ونظيره المغربي، مشيرة إلى أن مجلس الأمن القومي الأمريكي، رفض التعليق حول الأزمة في سبتةالمحتلة.
واعتبرت الصحيفة الإسبانية، أن الحياد الأمريكي في الصراع نموذجي في واشنطن، مضيفة أن المغرب بلد قريب جدًا من الولاياتالمتحدة ، حيث يعد أول دولة في العالم تعترف باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وناقش وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره المغربي التطورات بشأن العنف في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، الذي أودى بحياة المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، بمن فيهم الأطفال، وذلك حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي بالدور المغربي في حلحلة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن المغرب شريك استراتيجي وسنعمل معا لإنهاء هذا الصراع.
وأكد بلينكن أهمية الشراكة الثنائية القوية والدور الرئيسي للمغرب في تعزيز الاستقرار في المنطقة. وقرر المغرب اليوم الثلاثاء استدعاء سفيرته في اسبانيا للتشاور بعد "الاستياء" الذي عبرت عنه مدريد إثر "الدخول الكثيف للمهاجرين المغاربة إلى سبتة"، وفق ما أفادت وزارة الخارجية المغربية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية المغربية "تم استدعاء السفيرة للتشاور وهي عائدة فورا إلى المغرب". وكانت وزيرة الخارجية الاسبانية قد أعلنت في وقت سابق أنها استدعت السفيرة المغربية في مدريد للإعراب لها عن "استياء" السلطات الاسبانية و"رفضها" بعد "الدخول الكثيف لمهاجرين مغاربة إلى سبتة".
وقالت الوزيرة ارانتشا غونزاليس لايا "لقد ذكرتها بأن مراقبة الحدود كانت ويجب أن تظل مسؤولية مشتركة بين اسبانيا والمغرب".
وتأتي هذه التطورات في خضم توتر بين الرباطومدريد تفجر منذ أشهر بعد أن تكتمت اسبانيا على استقبالها زعيم البوليساريو بدعوى تلقيه العلاج من إصابته بفيروس كورونا.
وجاء موقف اسبانيا باستدعاء السفيرة المغربية للاستياء من تدفق آلاف المهاجرين على جيب سبتةالمحتلة ليفاقم التوتر القائم أصلا، بينما لم يتلق المغرب بعد تفسيرا مقنعا من الجانب الاسباني لاستقباله كبير الانفصاليين في الوقت الذي تحاول فيه مدريد الإيحاء بأنها طرف محايد في نزاع الصحراء.
وسلطت أزمة تدفق آلاف المهاجرين على جيب سبتة المحتل الضوء على خلل في التعاطي الاسباني مع الجانب المغربي وعدم التنسيق مع الرباط والاستهانة بحساسيات مغربية هي معلومة لدى الحكومة الاسبانية ومنها ملف سيادة المغرب على صحرائه وهي قضية سيادة وطنية غير قابلة للمساومة أو الابتزاز.
ويبدي المغرب حزما في التعاطي مع كل ما يتعلق بحماية أمنه الوطني وأظهر كفاءة عالية في مكافحة الإرهاب والجريمة وفي مكافحة الهجرة غير الشرعية بشهادة الشركاء الغربيين والأفارقة.
جدير بالذكر أن هذا النزوح الجماعي على سبتةالمحتلة، الذي لم يشهد تدخلا من السلطات المغربية، تزامن مع التوتر الذي تشهده العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بسبب استقبال إسبانيا ليزعم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في أبريل المنصرم، علاوة على توقع مصادر إعلامية إسبانية، قبل يومين فقط، أن يكون رد المغرب على استقبال إسبانيا لإبراهيم غالي، باستخدام "جيش" قوارب المهاجرين.