أكدت مصادر مسؤولة ل"الصحيفة" أن إحدى حالتي الإصابة بالنسخة المتحورة الهندية من فيروس كورونا، اللتان أعلنت عنهما وزارة الصحة بشكل رسمي اليوم الاثنين، قادمة من الإمارات العربية المتحدة عبر الخط الجوي الذي لا زال يربط هذا البلد الخليجي بالمغرب، الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول أسباب استمرار هذا الخط الذي يُستعمل من طرف العديد من القاطنين في الدول التي أعلنت المملكة وقف الرحلات الجوية منها وإليها، كمعبر لدخول الأراضي المغربية. وأكدت مصادر "الصحيفة" أن الحالة تعود بالفعل لمواطن مغربي قادم من الخارج، وتحديدا من مدينة دبي، مضيفة أن اكتشافها جرى أواخر الأسبوع الماضي رغم أن الإعلان عنهما رسميا تأخر إلى غاية اليوم الاثنين، وتابعت أن التحدي الذي واجه السلطات الصحية هو تتبع الحالات المخالطة مخافة تفشي النسخة الجديدة من الفيروس "كوفيد 19" والتي تعد الأخطر على الإطلاق من بين جميع الطفرات التي جرى اكتشافها إلى حدود الآن. وقال بلاغ وزارة الصحة الصادر اليوم إن إحدى الحالتين المسجلتين تعود لشخص وافد والثانية لدى مخالط له من جنسية أجنبية مقيم بالمغرب، حيث تأكدت الإصابة بالسلالة المتحورة بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني بالرباط، مضيفة أنه جرى التكفل بالحالتين وكل مخالطيهما وفق البروتوكولات الدولية والوطنية الجاري بها العمل، مع تعزيز إجراءات العزل الصحي بما يتناسب مع المخاطر المحتملة لانتشار هذه السلالة. وحسب معطيات رسمية، يشكل الهنود أكبر الجاليات الأجنبية في الإمارات بتعداد إجمالي يبلغ 3 ملايين و300 ألف نسمة، ما يعني أنهم يمثلون ثلث عدد سكان هذا البلد العربي، وأغلبهم يستقرون في دبي، الأمر الذي يجعل الإمارات، على غرار معظم دول الخليج، من أولى الدول المهددة بتفشي الطفرة الهندية من الفيروس، علما أن الهيئة العامة للطيران المدني والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في الإمارات، لم تعلنا عن إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات القادمة من الهند إلا يوم 22 أبريل 2021. ورغم أن المغرب أغلق مطاراته في وجه الرحلات القادمة من أكثر من 50 بلدا بسبب تفشي السلالات المتحورة من كورونا بها، وخاصة السلالة البريطانية، إلا أنه لم يغلق مجاله الجوي مع الإمارات، الأمر الذي دفع الكثير من المغاربة المقيمين في البلدان المعنية بالإغلاق إلى اتخاذ هذه الدولة الخليجية كمعبر صوب أراضي المملكة، وهو الأمر الذي كان يحدث مع تونس أيضا لكن الرباط قررت بسرعة وقف الرحلات منها وإليها. وتعد السلالة الهندية أكثر انتشارا وفتكا من السلالة البريطانية التي رُصدت في دول تضم جالية مغربية كبيرة، على غرار فرنسا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا، حيث نشأت بفعل طفرة مزدوجة ناتجة عن التقاء النسخة البرازيلية بالنسخة الجنوب إفريقية، ما يثير الشكوك حول قدرة اللقاحات والمناعة المكتسبة من إصابة سابقة على مقاومتها، الأمر الذي يفسر الكارثة التي حلت بالهند مؤخرا، والتي تُسجل يوميا أرقاما قياسية غير مسبوقة عالميا من حيث الإصابات والوفيات.