قلق لدى المغاربة ووزارة الصحة تتكتم تم رصد حالتي إصابة بالنسخة المتحورة الهندية لفيروس كورونا بالمغرب، ويتعلق الأمر بمغربيين اثنين قادمين من الهند. يحدث كل هذا في ظل غياب لأي تصريح أو توضيح من وزارة الصحة.
وفي هذا السياق أكدت مصادر مطلعة، أنه رغم تعليق الرحلات الجوية المتجهة إلى العديد من البلدان في العالم خوفا من تسلل سلالات متحورة بفيروس كورونا المستجد، ونجاح المغرب لحد الآن من صد تسلل حالات مصابة بالسلالتين البرازيلية والجنوب الإفريقية، فقد تم تسجيل حالتين لدى شقيقين بالدارالبيضاء أصيبا بالمتحور الهندي، حيث جاءت الفحوصات التي خضعا لها إيجابية، مضيفة أنه يجري حاليا تتبع مخالطي هاتين الحالتين وعددهم 17 شخصا.
وكانت نتائج المسحة الطبية التي خضع لها هؤلاء المخالطون جاءت سلبية، ويخضعون حاليا للبروتوكول الصحي الخاص بهذه الحالات، في أفق إجرائهم لمسحة ثانية للتأكد من خلوهم من المتحور الهندي.
وقال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن دخول السلالات الجديدة لأي بلد أمر وارد جدا، مضيفا في تصريح ل"العلم" أن النسخة المتحورة الهندية لا تختلف عن سابقاتها من حيث الأعراض الظاهرة على المصابين بها، إلا أنها تعتبر أشد خطرا، كونها أكثر نقلا للعدوى.
وبخصوص فعالية اللقاحات ضد المتحور الهندي، أكد المتحدث نفسه، أنه بحكم طبيعة الطفرات التي يحملها المتحور الهندي، يتوقع الخبراء أن هذا المتحور يهزم جزئيا المناعة التي يمنحها المرض والتطعيم، مشيرا إلى أنه "لم يتم إثبات ذلك بعد، لكن دراسة خلصت إلى أنه تبين أن اللقاح الهندي "كوفاكسان" الذي تنتجه"بهارات بيوتيك" أقل فعالية مع هذا المتحور الهندي".
وأكد أنه حتى لو كانت الهند "بطلة العالم" في تصنيع اللقاحات، وحتى لو طورت هذه الدولة لقاحاتها الخاصة المضادة لكوفيد، فقد قامت فقط بتلقيح أقل من 9 في المائة من سكانها.
ويرى الطيب حمضي، أن تفشي هذه الجائحة لا يمكن السيطرة عليه في مثل هذا البلد المكتظ بالسكان وما يتميز به من قرب اجتماعي وظروف اجتماعية واقتصادية تحد من تدابير الاستجابة داعيا المغاربة إلى ضرورة احترام التدابير الوقائية الفردية والجماعية، باعتبارها سلاح الحماية من المرض، وأن التراخي يؤدي مباشرة إلى الكوارث.
من جهته اعتبر مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وعضو اللجنة العلمية للقاح، أن دخول المتحور الهندي لفيروس كورونا إلى المغرب سيكون أشد خطرا، وأكثر عدوى، محذرا في تصريح ل "العلم" من مغبة الاستهانة بهذه السلالة الجديدة من طرف المغاربة، وأعطى مثالا بما يحدث حاليا في الهند، التي عجزت عن السيطرة على تفشي وانتشار هذا المتحور الهندي.
وقال عضو اللجنة العلمية للقاح إذا استطعنا خلق بيئة معادية لأي سلالة جديدة، فقد ننجح في التغلب عليها، مطالبا في الوقت ذاته جميع المغاربة بالتقيد الصارم بالتدابير الاحترازية من ارتداء الكمامات واحترام مسافة الأمان، وتفادي التجمعات التي تبقى مصدر انتشار الجائحة، حتى يتم التصدي وبنجاح لجميع السلالات التي قد تدخل للمغرب.