أظهرت السلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا في الهند المعروفة علميا باسم "b1617" أنها الأخطر في العالم حتى الآن، نظرا لأن هذه السلالة المتحورة تحتوي على طفرتين تساعدان الفيروس على تجنب الاستجابات المناعية للجسم، وتجعل الأجسام المضادة غير فاعلة، بحسب ما يؤكد خبراء ومتخصصون في الأوبئة والفيروسات. ويحتوي المتحور الجديد على طفرات أكثر قدرة على الانتشار والعدوى، وهذه الطفرات دائما ما تعد متغيرات "مثيرة للقلق"، ويرى علماء أن هذه السلالة قد لا تستجيب ولا تؤثر عليها اللقاحات الحالية المضادة للفيروس. ويطغى المتحور الهندي في الوقت الحالي بصورة كبيرة على كافة السلالات المتحورة الأخرى، بما فيهم المتحور البريطاني، الأمر الذي بات يشكل خطرًا كبير على المجتمع الهندي، وعلى انتقاله للمجتمعات الأخرى. فبعدما تخلت عن حذرها مع تنظيم مهرجانات دينية جماعية وتجمعات سياسية، والسماح للمشاهدين بحضور مباريات الكريكيت وغيرها، تشهد الهند موجة إصابات غير مسبوقة من فيروس كورونا بتسجيلها نحو مليوني إصابة هذا الشهر وحده. منظمة الصحة العالمية أكدت خطورة السلالة، وقالت إن اللقاحات المسجلة قد تكون أقل تأثيرا عليها، بينما يقول علماء إن الأبحاث على السلالة الجديدة أثبتت أنها تحتوي على طفرات تجعل منها أكثر قدرة على الانتشار والعدوى. مسؤولة ببرنامج الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيركوف، قالت إن " السلالة تم اكتشافها لأول مرة في ولايتين هنديتين بنهاية عام 2020، وقد زادت حالات الإصابة بهذه السلالة من الفيروس منذ نهاية العام الماضي". وأظهرت بيانات وزارة الصحة الهندية ارتفاع عدد الوفيات جراء كوفيد-19 إلى أزيد من 178769 حالة، بعد تسجيل زيادة قياسية بلغت 1619 وفاة جديدة؛ لتصبح ثالث أكثر دول العالم تضررًا من الوباء بعد الولاياتالمتحدة والبرازيل، على الترتيب. وهذا المتحور الذي يعد الأكثر خطورة؛ أحد أفراد عائلة الفيروس التاجي SARS-CoV-2 المسبب لمرض "كوفيد19". وهناك المئات من الفيروسات التاجية، لكن المتاح للعلماء أن 7 فيروسات من هذه العائلة تؤثر على الإنسان، منها 4 فيروسات تاجية بشرية فقط تحمل أعراضًا شبيهة بالبرد أو الإنفلونزا، بينما تشكل 3 فيروسات تاجية أخرى مخاطر أكثر حدة. وفي ظل الوضع الذي يعيشه المجتمع الهندي، فرضت الحكومة الهندية الكثير من الإجراءات الاحترازية، وفرضت حظر تجول ليلي على الفنادق والمطاعم والمقاهي ومراكز التسوق، في وقت لم تعد المستشفيات الحكومية قادرة على استقبال المصابين، لا سيما في وحدات العناية المركزة بمدينة مومباي. وذكر مسؤولون بوزارة الصحة في نيودلهي أن الحكومة قررت التركيز على برنامج التطعيم المحلي في أعقاب زيادة عدد حالات كوفيد-19، مشيرين إلى أنها ستقلص عمليات تصدير اللقاحات للخارج في الوقت الحالي. ويتوقع خبراء أن تعلن عدد من الدول وقف الرحلات الجوية مع الهند بسبب الأوضاع الوبائية الناتجة عن تفشي المتحور الهندي.