علمت "الصحيفة" من مصادر خاصة أن إسبانيا أخبرت المغرب بشكل رسمي بدخول زعيم جبهة "البوليساريو" للعلاج في إحدى مستشفياتها بسبب تدهور وضعه الصحي، وهو الأمر الذي ينسجم مع أول حديث علني لوزيرة خارجية مدريد، أرانتشا غونزاليس لايا، زوال اليوم الجمعة، حول هذا الموضوع، وتأكيدها أن الرباط "غير منزعجة" من هذه الخطوة. ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" من مصادرها الدبلوماسية في إسبانيا، فإن خارجية مدريد أخبرت نظيرتها في الرباط بأن غالي سيتلقى العلاج على أراضها بسبب تدهور وضعه الصحي، وأنها قبلت بذلك "انسجاما مع التزاماتها الإنسانية" مشددة على أن الأمر لا يحمل أي أبعاد سياسية، وأن موقفها من "قضية الصحراء لم يتغير، حيث لا يعني استقباله الاعتراف بصفة رئيس الجمهورية الصحراوية التي يطلقها على نفسه". وأوضحت مصادر "الصحيفة" أن إسبانيا أخطرت الرباط بهذا الأمر رغبة منها في "الحفاظ على العلاقات الجيدة بين البلدين"، وأيضا من أجل تفادي حدوث "نكسة جديدة" للتحضيرات القائمة حاليا بين أعضاء حكومتي البلدين تمهيدا للاجتماع رفيع المستوى المنتظر عقده في الرباط والذي سبق أن أُجل مرتين، وفي كلتيهما تم ربط الأمر إعلاميا بقضية الصحراء. وفي السياق نفسه، تطرقت وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي، أرانتشا غونزاليس لايا، خلال ندوة صحفية تلت لقاءها مع نظيرها الفلسطيني رياض المالكي اليوم، إلى هذا الموضوع، مؤكدة وجود غالي في مستشفى "سان بيديو" بمدينة لوغرونيو للعلاج، وكانت المسؤولة الحكومية الإسبانية حذرة في تصريحاتها حيث لم تتطرق لطبيعة مرضه أو وضعه الصحي، كما تفادت الكلام عن الطريقة التي دخل بها إلى البلاد رغم الأنباء التي تؤكد ولوجه بهوية مزورة بعد أن منحته الجزائر جواز سفر باسم "محمد بن بطوش". وبدت الوزيرة واثقة وهي تتحدث عن أن هذه الخطوة "لن تؤدي لتشويش العلاقات مع المغرب"، موردة أن سماح إسبانيا بتلقي زعيم البوليساريو للعلاج على أراضيها ينبني على كونها "مسؤولة عن التزاماتها الإنسانية"، وأضافت "المغرب بلد جار وصديق وشريك مميز، والعناية الطبية التي يتلقاها غالي لن تكون مزعجة لعلاقاتنا الثنائية".