توقع وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، أوفير أكونيس، أن يؤدي اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل إلى "تغير الوضع السياسي بشكل جذري في الشرق الأوسط"، معربا، خلال لقائه برئيس مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب، عبد الرحيم بيود، اليوم الثلاثاء، عن أمله في أن يخلق هذا الاتفاق "أجواء جديدة تماما في المنطقة"، في الوقت الذي استغل فيه المسؤول المغربي هذا الاجتماع لتحديد تاريخ افتتاح الخط الجوي المباشر بين المملكة والدولة العبرية. وخلال أول اجتماع مطول لرئيس مكتب الاتصال المغربي المؤقت بمسؤول في الحكومة الإسرائيلية، تحدث الطرفان عن مستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية بين المغرب وإسرائيل والنتائج المترتبة عن ذلك، وفق ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست"، التي أكدت أيضا أن الوزير العبري تطرق إلى المجالات التي يمكن أن يشتغل عليها الطرفان بشكل مشترك. وطرح أكونيس إمكانية التعاون مع المغرب في مجالات التجارة والاقتصاد والسياحة، بالإضافة إلى مجالي التكنولوجيا والابتكار وهما المجالان اللذان سبق أن كان الوزير الإسرائيلي مسؤولا عنهما عندما كان يحمل حقيبة العلوم والتكنولوجيا ما بين 2010 و2015، مركزا أيضا على "تحمس" الإسرائيليين من أصل مغربي لهذه الاتفاقية. من جهته وصف الدبلوماسي المغربي عودة العلاقات بين الرباط وتل أبيب ب"السلام التاريخي"، موردا أن "التقاليد اليهودية جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية"، لكنه بدا أكثر تدقيقا في حديثه عن مجالات التعاون المطروحة حاليا بين البلدين، حين تحدث عن نية المغرب "تعزيز العلاقات السياحية بين الجانبية من خلال خط طيران مباشر"، والذي أعلن أنه سيُشغل مباشرة بعد رمضان، متطلعا إلى العمل مع وزارة التعاون الإقليمي في "مشاريع مشتركة تعود بالنفع على الشعبين". ويتوقع أن تُؤمِّن شركة الخطوط الملكية المغربية رحلات مباشرة بين مطاري الرباط – سلا وتل أبيب، في الوقت الذي دخلت فيه شركتان إسرائيليتان على الخط منذ إعلان عودة العلاقات الدبلوماسية في دجنبر من العام الماضي، ويتعلق الأمر ب"العال" و"إسرا-إير"، هذه الأخيرة التي كانت قد أعلنت استعدادها لتسيير أول رحلة تجارية من إسرائيل صوب المغرب في غضون 3 أشهر. ويمثل تصريح بيود أملا جديدا لحركة الملاحة الجوية في المغرب، إذ يشي بعدم تمديد إغلاق المجال الجوي لما بعد 10 ماي، حيث إن الحكومة المغربية قررت وقف الرحلات التي تربط المملكة بأكثر من 50 بلدا خلال الأسابيع الماضية، من بينها فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة وتركيا ومصر والجزائر، وذلك في محاولة لمنع تسلل حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا المتحور. يشار إلى أن رئيس مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب عَقَدَ أول اجتماع من هذا النوع مع عضو في الحكومة الإسرائيلية، لكنه كان قد تحدث، فور وصوله إلى تل أبيب، مع وزير الخارجية العبري غابي أشكينازي في خطوة ترحيبية.