تعيش منطقة الكاريبي على وقع كارثة بيئية وإنسانية منذ يوم الجمعة الماضي، تاريخ أول انفجار حديث لبركان "لا سوفريير" الموجود بجزيرة سانت فينسنت التابعة لجمهورية سانت فينسنت وغرينادين الصغيرة، حيث دفع الغبار والرماد 16 ألف شخص إلى إخلاء مساكنهم خاصة مع انتشار غاز ثاني أكسيد الكبريت، غير أن تأثير هذا البركان لن يشمل موقع انفجاره فقط بل سيمتد إلى العديد من الدول الأوروبية ودول شمال وغرب إفريقيا بما في ذلك المغرب. وفق موقع "ويندي" المتخصص في أحوال الطقس والمناخ فإن تأثيرات هذا البركان اجتازت منذ أمس الاثنين المحيط الأطلسي ووصلت إلى قارتي أوروبا وإفريقيا حيث ستنتشر الانبعاثات البركانية بشكل متفاوت في إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وجنوب فرنسا، لكن كمياتها ستكون أكبر في شكال وغرب إفريقيا، وتحديدا في المغرب وموريتانيا ومالي والجزائر وتونس وليبيا ومصر، قبل أن تصل بدرجة أقل إلى دول الشام والعراق والخليج. ووفق المصدر نفسه، والمعتمد على نتائج عدة مراكز معتمدة، من بينها المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية والمتوسطة المدى، فإن مخلفات البركان وصل المغرب بالفعل منذ منتصف ليلة الاثنين – الثلاثاء انطلاقا من أقصى الأقاليم الجنوبية، وفي الساعة السادسة من مساء اليوم كانت الرياح المحملة بكميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكبريت قد تجاوزت مدينة الصويرة في اتجاه الشمال، متوقعا ألا تتخلص المملكة نهائيا من هذه الموجة إلا بحلول يوم الخميس. من جهتها أعلن مركز الأرصاد الجوية الإسباني أن سحب الانفجار البركان وصلت البلاد بالفعل، لكنها طمأنت المواطنين إلى أن أضرار الغازات الملوثة التي تحملها أعمدة الدخان لن يكون لها تأثير على المواطنين كونها تتحرك على ارتفاعات عالية تتراوح ما بين 3 و5 كيلومترات، بينما يبقى القلق مطروحا في إقليم مالقا كون أن استمرار تحرك تلك السحب يومي الأربعاء والخميس سيصادف تهاطل الأمطار. ويبدو الوضع في أوروبا وإفريقيا أخف وطأة مما هو عليه في منطقة الكاريبي وأمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية، حيث انتشرت سحب الأدخنة الملوثة بشكل كثيف خاصة في دولتي سانت لوسيا والباربادوس، هذه الأخيرة التي نصحت السلطات الصحية المواطنين فيها إلى عدم الخروج إلا للضرورة مع حرص مرضى الربو ومرضى الجهاز التنفسي على اتخاذ الاحتياطات الضرورية.