رغم الصمت الرسمي الذي التزمه المغرب، وسحب وكالة الأنباء التابعة ل"البوليساريو" البلاغ الذي أعلنت فيه عن مقتل أحد قادتها العسكريين، يحمل صفة قائد الدرك الوطني، الداه البندير، إلا أن أنباء الهجوم المغربي بواسطة طائرة مسيرة "درون" التي أدت إلى مقتل هذا القائد، لازالت تثير اهتماما إعلاميا كبيرا في الأوساط الإعلامية الدولية. وحسب صحيفة "إلموندو" الإسبانية، فإن هذه هي المرة الأولى التي يُعرف فيها استخدام المغرب لطائرة مسيرة "درون" ضد جبهة البوليساريو منذ حدوث خرق في اتفاقية إطلاق النار بينهما في الشهور الأخيرة، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف قائدا عسكريا مهما في الجبهة، وهو الداه البندير وفق وكالة الأنباء الصحراوية التي عادت وسحبت البلاغ دون أي تفسير. ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، فرانس برس، فإن هذا الهجوم المغربي ضد الجبهة الانفصالية "البوليساريو"، هو هجوم غير مسبوق، واصفة إياه بالقاتل، وقد نقلت عن مصادر من الجبهة الصحراوية، تأكيدات بمقتل الداه البندير خلال عملية مسلحة بالقرب من الجدار الرملي الذي بناه المغرب للتصدي ل"التحرشات" التي يقوم بها عناصر البوليساريو. ويرى متتبعون أن هذا الهجوم المغربي بواسطة درون عسكرية، قد يكون بمثابة مرحلة جديدة وفاصلة في المواجهات العسكرية مع جبهة البوليساريو، وقد تكون بداية لإنهاء التحرشات العسكرية التي تقوم بها ميليشيات البوليساريو بالقرب من الجدار الرملي المغربي، خاصة أن هذا الهجوم سيترك بلا شك مخاوف في أوساط الميليشيات المسلحة التابعة للبوليساريو. وحسب ذات المتتبعين، أن سحب البوليساريو بلاغ الإعلان عن مقتل الداه البندير، قد تكون خطوة لمنع تسرب الشكوك والمخاوف إلى باقي المقاتلين الآخرين ومنع أي إحباط معنوي قد يتسبب فيه هذا الإعلان الرسمي بمقتل قائد يُعتبر من أبرز القادة العسكريين في الجبهة. ومما يزيد من احتمالية هذا التكهن، هو أن قيام جبهة البوليساريو مباشرة بعد سحب بلاغ مقتل الداه البندير، بنشر تقارير أخرى مشابهة للتقارير التي دأبت منذ شهور على نشرها، تتحدث فيها عن استمرار القصف الصحراوي للأراضي المغربية وتكبيد الجيش المغربي خسائر كبيرة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يستخدم لأول مرة طائرة درون في هجوم عسكري، وقد سبق أن كشف موقع "الصحيفة" عبر مصادر متخصصة، حصول المغرب على طائرات عبر صفقات مع إسرائيل، وأخرى مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما تجدر الإشارة إلى أن المغرب سرّع في السنوات الأخيرة من عمليات تحديث ترسانته العسكرية، وقد عقد العديد من صفقات التسلح في هذا السياق.