انتشل الحرس المدني الإسباني، صباح اليوم الأحد، جثة شخص يببلغ من العمر 60 سنة، ظهرت تطفو على سطح شاطئ البحر بالقرب من منطقة بنزو الحدودية مع منطقة بليونش المغربية، وقد تم العثور بحوزته على أوراق سفر وهوية فرنسية. ووفق مصادر إعلامية محلية، فإن الضحية يُرجح أنه حاول دخول سبتة عن طريق السباحة الحرة، في ظل الإغلاق المستمر للحدود مع المغرب، من أجل السفر إلى فرنسا عبر سبتة بسهولة، على اعتبار أن سبتة تدخل ضمن الحدود الأوروبية. ولم تشر ذات المصار إلى ما إذا كان الضحية هو مغربي يحمل وثائق الإقامة في فرنسا، أو فرنسي الجنسية، غير أن كل الاحتمالات تشير إلى كونه كان عالقا داخل المغرب، وسعى لدخول مدينة سبتة بحثا عن فرصة للعودة إلى الديار الفرنسية، خاصة بعد قرار المملكة المغربية إيقاف الرحلات الجوية مع فرنسا. وجرى نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجامعي بمدينة سبتة، حيث من المنتظر أن يتم إخضاع الجثة لمعرفة الأسباب الكاملة لمصرع الضحية، والتوصل مع أفراد عائلته من أجل ترحيله إلى مسقط رأسه لدفنه، في حالة إذا لم تكن هناك عراقيل نقل الجثث بين البلدان حاليا. وتأتي هذه الحادثة في وقت يوجد فيه أكثر من 100 مواطن ومواطنة مغربية لازالوا عالقين في مدينة سبتة ينتظرون ترحيلهم إلى ديارهم، خاصة مع اقتراب شهر رمضان مبارك، ويُخشى أن يؤدي عدم الشروع في ترحيلهم في الأيام القليلة المقبلة، إلى قيام بعضهم بمحاولات الخروج من مدينة عن طريق السباحة. وكان العديد من المواطنين المغاربة العالقين في سبتة قد قاموا بالفرار سباحة في العام الماضي من مدينة سبتة، بعدما تأخرت السلطات المغربية في تنظيم رحلات ترحيلهم إلى ديارهم، وكان من بين من أقدم على فعل ذلك، أكثر من 5 نساء، مما عرض حياتهم لخطر الغرق. وفي هذا السياق، تزداد المخاوف من احتمالية سقوط ضحايا في أوساط العالقين المغاربة، خاصة أن عدد مهم منهم عبروا عن رغبتهم في العودة إلى المغرب، وقد رفعوا مطالبهم إلى السلطات الإسبانية في سبتة خلال الأسابيع الماضية، إلا أن السلطات المغربية لم تقم بأي مبادرة لإخراجهم من المدينة بعد. وكانت مندوبة حكومة سبتة، سالفادورا ماتيوس، قد قالت في الأسابيع القليلة الماضية في تصريح صحفي، أن هناك مفاوضات جارية مع السلطات المغربية لتنظيم رحلات لإجلاء المواطنين المغاربة العالقين في سبتة، وأعربت عن تفاؤلها بقرب ذلك، لكن مرت أسابيع الآن ولم يحدث شيء. جدير بالذكر أن هؤلاء المغاربة العالقين في سبتة، كانوا قد رفضوا الخروج من سبتة في عمليات الإجلاء التي تمت العام الماضي، من أجل البقاء في مهنهم، إلا أن طول مدة إغلاق الحدود وبعدهم عن أقاربهم دفعتهم في الأسابيع الأخيرة لإعلان رغبتهم في العودة إلى المغرب.