لا تزال حركة الملاحة بقناة السويس معطلة لليوم الرابع على التوالي، بعد أن جنحت سفينة الحاويات الضخمة "إيفر غرين" بسبب سوء الأحوال الجوية وأغلقت المجرى المائي، بينما تتواصل جهود السلطات المصرية لاخراجها، في ظل تأثر حركة التجارة العالمية بهذا الحادث. وتؤمن قناة السويس عبور 10 في المئة من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكّل صلة وصل بين أوروبا وآسيا. وحققت قناة السويس إيرادات قيمتها 5.61 مليارات دولار خلال عام 2020. وعبرت القناة خلال العام الماضي، 18 ألفا و928 سفينة بإجمالي حمولات صافية بلغت 1.17 مليار طن وهي "ثاني أعلى حمولة صافية في تاريخ القناة"، وفقاُ لإحصاءات هيئة إدارة القناة. وقال الفريق مهاب مميش، مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمشروعات قناة السويس، في تصريح لوكالة فرانس برس إنّ حركة الملاحة في القناة ستُستأنف "في غضون 48 إلى 72 ساعة كحدّ أقصى". ولكن شركة "سميت سالفدج" الهولندية التي كلّفتها مجموعة "إيفرغرين مارين كورب" المشغّلة للسفينة المساعدة في التعويم، إن العملية قد تستغرق "أياماً أو حتى أسابيع". آثار التعطيل تقول شركة أخبار وبيانات الشحن العالمية "لويدز ليست" إن"الحسابات التقريبية" تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار. ويتوقع أن يبطئ الحادث النقل البحري لأيام إلا أن التبعات الاقتصادية ستبقى محدودة مبدئياً في حال لم يطل أمد الوضع. وأدى تعطيل الملاحة بالقناة إلى حجب ما قيمته حوالي 10 مليار دولار من البضائع والمنتجات النفطية التي يتم شحنها عبر القناة بشكل يومي ما أدى لارتفاع بقيمة حوالي 6 بالمئة في أسعار النفط العالمية. كذلك ارتفعت تكلفة شحن الحاويات القادمة من الصين إلى أوروبا إلى حوالي 8000 دولار أي ما يقرب من أربعة أضعاف الرقم قبل عام. ومع احتمال توقف القناة عن العمل لأسابيع، تفكر كبرى شركات الشحن العالمية في إعادة توجيه سفنهم حول إفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح. ويضيف الإبحار حول رأس الرجاء الصالح 6000 ميل (9650 كيلومترا) للرحلة، بالإضافة إلى تكاليف الوقود التي ستبلغ وحدها حوالي 300 ألف دولار لناقلة عملاقة تنقل نفط الشرق الأوسط إلى أوروبا. وعادة ما يوفر عبور الحاويات والسفن إلى أوروبا عبر قناة السويس من خمسة إلى خمسة عشر يوماً مقارنة مع عبورها عبر رأس الرجاء الصالح.