تواصل السلطات المصرية جهودها لإنقاذ ناقلة الحاويات الضخمة "إيفر غيفن"، التي تعطل منذ الثلاثاء الماضي حركة الملاحة في قناة السويس في حادث أثر على حركة الملاحة البحرية على الصعيد العالمي. وأشارت هيئة قناة السويس في بيان اليوم الجمعة إلى أنها تلقت عرضا أمريكيا للمساهمة في جهود تعويم السفينة العملاقة، مؤكدة أنها تتطلع للتعاون مع الولاياتالمتحدة بهذا الشأن. واستعانت الهيئة ، بشركة "سميت" الهولندية ،واحدة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في مجال الإنقاذ البحري، للمشاركة في عملية تعويم سفينة الحاويات البنمية. وجنحت ناقلة الحاويات الضخمة "إم في إيفر غيفن" البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترا وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن،صباح الثلاثاء خلال رحلة من الصين متجهة إلى روتردام في الناحية الجنوبية للقناة، قرب مدينة السويس. وأعلنت الهيئة أمس ،عن تعليق مؤقت لحركة الملاحة بالمجرى الملاحى للقناة، لحين إعادة تعويم السفينة العملاقة التي سدت القناة بالكامل بعدما جنحت وعلقت بالرمال. وتظهر خريطة تفاعلية لموقع "فيسيلفاينادر" المتخصص بحركات السفن، أن عشرات السفن تنتظر عند جانبي القناة وفي منطقة الانتظار في وسطها. وتعرقل السفينة الجانحة حركة المرور في كلا الاتجاهين عبر إحدى أكثر القنوات ازدحاما في العالم لشحن النفط والحبوب وغيرها بين آسيا وأوروبا. ومع الاحتمالات التي تشير إلى أن إغلاق الممر المائي قد يستمر لأسابيع، تدرس شركات شحن عديدة إعادة توجيه السفن إلى "رأس الرجاء الصالح"، ما سيضيف 9650 كيلومترا إلى الرحلة، وتكاليف وقود تصل إلى 300 الف دولار إضافية، لكل رحلة قادمة من الشرق الأوسط إلى أوروبا. وي ظهر تقدير تقريبي أن تكلفة انسداد القناة تبلغ حوالي 400 مليون دولار في الساعة، بناء على حسابات من "Lloyd's List"التي تشير إلى أن حركة المرور المتجهة غربا تبلغ قيمتها حوالي 5.1 مليارات دولار في اليوم، وحركة المرور المتجهة شرقا تبلغ 4.5 مليارات دولار تقريب ا، وفقا لما نقلته وكالة "بلومبرغ". وبحسب شركة "كبلر" لبيانات حركة الناقلات، فمن أصل 39.2 مليون برميل يوميا من النفط الخام المستورد بحرا في 2020، استخدم 1.74 مليون برميل يوميا القناة. ويتدفق النفط الخام والمنتجات المكررة في الاتجاهين بقناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا. وبلغت واردات جنوب وشرق آسيا عبر القناة 1.27 مليون برميل يوميا في يونيو 2020، لكن التسليمات انحدرت لاحقا بحيث لم تتجاوز 310 آلاف برميل يوميا في نوفمبر. وتؤمن قناة السويس التي يعود تدشينها إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عبور نحو 10 في المائة من حركة التجارة البحرية العالمية، وتعد مسارا حيويا للحركة بين أوروبا وآسيا، وعبرتها خلال العام الماضي نحو 19 ألف سفينة، وفقا لبيانات رسمية.