فشلت محاولة لإعادة تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس، بحسب الشركة المشغلة للسفينة، بانتظار وصول دعم خلال يومين. وأبدت بعض الدول، أبرزها أمريكا، استعدادها للمساعدة في إعادة فتح القناة التي تشكل شرياناً للتجارة العالمية. وأعلنت شركة «برنارد شولت شيب مانجمنت» (بي.إس.إم) المشغلة لسفينة الحاويات الجانحة التي تغلق قناة السويس فشل محاولة لإعادة تعويم السفينة أمس الجمعة. وقالت الشركة إن فريقاً هولندياً للإنقاذ من شركة «سميت سالفيدج» أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان يوم 28 مارس للمساعدة في جهود إعادة تعويم السفينة. وأضافت (بي.إس.إم) في بيان: «التركيز الآن على التجريف لإزالة الرمال من حول الجانبين الأيمن والأيسر من مقدمة السفينة ». وأضاف البيان أن كراكة يمكنها نقل ألفي متر مكعب من المواد في الساعة وصلت أول أمس الخميس، وجار اتخاذ الترتيبات لاستئناف الجهود اللازمة لإعادة تعويم السفينة. وذكرت (بي.إس.إم) أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن السفينة جنحت بسبب رياح قوية وتستبعد أي عطل ميكانيكي أو في المحركات عندما كانت السفينة تعبر قناة السويس وعلى متنها اثنان من مرشدي هيئة قناة السويس. وقالت إن أفراد طاقم السفينة وعددهم 28 وجميعهم من الهند مازالوا على متنها وبصحة جيدة. وكانت هيئة قناة السويس أشارت في بيان صباح الجمعة إلى أنه تم الانتهاء من تجريف الرمال المحيطة بالسفينة الجانحة بنسبة « نحو 87%، بمعدلات تكريك (تجريف) تقترب من 17 ألف متر مكعب من الرمال ». دول مستعدة للدعم وتعلق هيئة قناة السويس حركة الملاحة بشكل مؤقت لحين إعادة تعويم السفينة العملاقة التي سدّت القناة بالكامل بعدما جنحت وعلقت بالرمال. وأفادت الهيئة في بيان الجمعة أنها تلقت عرضاً أمريكياً « للمساهمة في تلك الجهود »، مؤكدة أنها تتطلع « للتعاون معها في هذا الصدد تقديراً لهذه المبادرة الطيبة ». وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي جو بايدن، امس الجمعة، إن المحادثات جارية حول أفضل السبل التي يمكن أن تساعد بها الولاياتالمتحدة مصر في ذلك، مبينة بالقول: « نحن نتابع الوضع عن كثب ». وأكدت هيئة قناة السويس أنها تلقت عروضاً أخرى للمساعدة دون تسمية الدول. وعرضت تركيا الجمعة إرسال قاطرة لمساعدة مصر في تعويم السفينة الجانحة في الوقت الذي تحاول إصلاح العلاقات مع دول إقليمية. ساعات أم أيام؟ ومساء الخميس قال الفريق مهاب مميش، مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمشروعات قناة السويس، في تصريح لوكالة فرانس برس إنّ حركة الملاحة في القناة ستُستأنف « في غضون 48 إلى 72 ساعة كحدّ أقصى ». وأتى تصريح مميش بعدما قالت شركة « سميت سالفدج » الهولندية التي كلّفتها مجموعة « إيفرغرين مارين كورب » المشغّلة للسفينة المساعدة في التعويم، إن العملية قد تستغرق « أياماً أو حتى أسابيع ». وتدرس كبرى شركات الشحن الدولية مثل « ميرسك » و »هاباغ لويد »، البدائل الممكنة لتخطي أزمة تكدس السفن أمام تعطل المجرى الملاحي المصري. وتقول شركة أخبار وبيانات الشحن العالمية « لويدز ليست » إن سفينة حاويات « إيفر غريت » المتوجهة إلى قناة السويس، وهي سفينة حاويات بنفس حجم وسعة السفينة الجانحة، « تحول وجهتها الآن إلى رأس الرجاء الصالح ». وأفادت الشركة بأن « طابور انتظار عبور قناة السويس » يضم أكثر من 200 سفينة « عالقة الآن بسبب الغلق ». وأشارت « لويدز ليست » إلى أن « الحسابات التقريبية » تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار. وصباح الثلاثاء، جنحت سفينة الحاويات « إم في إيفر غيفن » في الناحية الجنوبية للقناة، قرب مدينة السويس. ويبلغ طول السفينة التي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن.