لم يمض الكثير من الوقت على الخروج النهائي للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي مع متم سنة 2020، حتى تأكد أن المغرب سيكون المستفيد الأول من هذا الأمر اقتصاديا وخاصة على المستوى الفلاحي، وهو كشفت عنه أرقام المؤسسة البريطانية الملكية للإيرادات والجمارك الخاصة بشهر يناير من سنة 2021 والتي جرى كشف النقاب عنها مؤخرا، حيث استطاع المغرب لأول مرة تجاوز هولندا في إجمالي الصادرات الفلاحية مسجلا أكبر نسبة نمو. وحافظت إسبانيا على صدارتها كأكبر مورد للخضار والفواكه نحو المملكة المتحدة، بما مجموعه 148.564 طنا خلال أول شهر من السنة الجارية، لكنها سجلت تراجعا بنسبة 10 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي التي وردت خلالها مدريد أكثر من 164 ألف طن، أما المغرب فحل ثانيا بتوريد 30.648 ألف طن من المنتجات الفلاحية مقابل 20.236 العام الماضي، ما يمثل ارتفاعا بقيمة 51 في المائة. واستطاعت الرباط التفوق على أمستردام، إحدى العواصم التي كانت تعد موردا أساسيا لبريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، والتي تراجعت صادراتها ب26 في المائة مستقرة عند 25.495 طنا في يناير من 2021 عوض 34.513 في يناير من عام 2020، كما تفوق المغرب على جنوب إفريقيا التي تراجعت صادراتها نحو المملكة المتحدة ب13 في المائة، وعلى البرازيل التي كانت ثاني أكبر مستفيد من "البريكست" نتيجة ارتفاع صادراتها ب37 في المائة. وتفصيليا، يتضح أن بعض الخضروات والفواكه المغربية سجلت نموا قياسيا في صادراتها نحو المملكة المتحدة، وفي مقدمتها القرع الأخضر الذي وجهت الرباط 878 طنا منه إلى لندن في يناير 2021 مقابل 95 طنا في الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 822 في المائة، وانتقل حجم صادرات الفراولة من 231 طنا إلى 1292 طنا بارتفاع نسبته 459 في المائة، أما صادرات الخيار المغربي فانتقلت من 246 طنا إلى 786 طنا، أي بزيادة بلغت 2019 في المائة. ورغم الارتفاع الكبير في الصادرات المغربية نحو المملكة المتحدة، إلا أنها تبقى مرشحة للنمو أكثر مستقبلا بما يهدد صدارة إسبانيا، وذلك بعد إنشاء الخط البحري الذي ينتظر أن يربط ميناء طنجة المتوسطي بميناء "بول" في "دروست" جنوببريطانيا، والذي سيكون من بين مهامه النقل المباشر للبضائع مساهما في تقليص مدة وصول المنتجات المغربية من 6 أيام إلى 3 أيام، وذلك في إطار تفعيل الاتفاقية التجارية التي تربط بين البلدين والتي بدأ تفعيلها مع إتمام "البريكست".