في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين البلدين فتورا كبيرا، وصراعا سياسيا "غير معلن"، حول ملفات تخص ما هو جهوي وإقليمي، نزلت دولة الإمارات العربية المتحدة بثقلها الثقافي، من خلال مشاركتها في فعاليات الدورة الخامسة عشرة من "موسم طانطان"، الذي انطلقت فعالياته قبل أيام. وبالرغم من أن سفيرا البلدين مازال كل واحد منهما في عاصمة بلاده، حيث تدبر سفارة الإمارات في المغرب بالقائم بالأعمال، في حين أن السفير المغربي غائب عن سفارة المملكة في أبو ظبي منذ أشهر، إلا أن المشاركة الإماراتية في "موسم طانطان" كانت بزخم كبير من خلال الأهازيج الشعبية وعروض "العيالة" التي احتفى بها الجناح الإماراتي بالموروث الإماراتي وعاداته وتقاليده الصحراوية. في هذا السياق،، قال عبدالله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال باللجنة، إن مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في موسم طانطان تأتي "وفق توجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار حوار الثقافات وتعزيز جهود التواصل بين أركان التراث الثقافي الصحراوي الأصيل، وتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية الشقيقة". وأوضح القبيسي أن مشاركة دولة الإمارات تشمل عدة فعاليات كتنظيم مسابقة المزاينة وسباقات الهجن والمحالب، وللمرة الأولى تنظيم مسابقة في "فن التبوريدة" وهو أحد فنون ركوب الخير المصحوب بصوت طلقات البارود والذي يقدم برعاية من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي. وبين أن الجناح الإماراتي يضم عددا من الأجنحة التي تبرز التراث الإماراتي كالتراث البحري وعناصر التراث المعنوي التي سجلتها الإمارات في اليونسكو مثل السدو وفن العازي والرزفة والقهوة العربية والصقارة وغيرها، إضافة إلى معرض الصور الذي يوثق العلاقات التاريخية المتينة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، إلى جانب تسليط الضوء على الحرف اليدوية والأزياء والحلي التقليدية والضيافة والمأكولات والألعاب الشعبية. كما تقدم فرقة أبوظبي للفنون الشعبية التابعة للجنة، لوحات من التراث الإماراتي وفنونه، مثل العيالة والحربية وغيره، حسب ما نقله موقع "ميل إيست أونلاين" البريطاني في نسخته العربية المُمَولة إماراتيا. أغنية بعنوان "طانطان يا دار الكرم" إهداء من الإمارات من كلمات هادي المنصوري وغناء وألحان طارق المنهالي، شكلت أغنية "طانطان يا دار الكرم" أولى سهرات موسم طانطان مفاجأة الدورة الخامسة عشرة منه، حيث اعتبرها الإمارتيون رسالة للتعبير عن عمق العلاقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة المغربية، وأيضا المكانة التي تحظى بها طانطان في قلوب الإماراتيين. وتصف أغنية "طانطان يا دار الكرم" أهل المدينة بالشهامة وبالطيبة وتتغنى بموروثها الشعبي وتراثها الأصيل، حيث تعتبر فضاء سنويا للقاء بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، للاحتفاء في موسمها المصنف من روائع التراث الشفهي غير المادي للبشرية.